معالجات اخبارية

السلطة تصعد اعتقالاتها في الضفة وتستهدف النشطاء والأسرى المحررين

تصاعدت خلال الأسبوع الماضي الانتهاكات التي تمارسها أجهزة السلطة بحق النشطاء والأسرى المحررين والمواطنين في مختلف محافظات الضفة الغربية، حيث شملت الاعتقالات محامين وأئمة وأطفالا وطلبة مدارس، في ظل تزايد التقارير عن سوء المعاملة والإهمال الطبي داخل السجون.

وفي هذا السياق، اعتقلت أجهزة السلطة في أريحا المحامي مهند كراجة، مدير مجموعة “محامون من أجل العدالة”، أثناء عودته من السفر عبر معبر الكرامة يوم الأحد الماضي، بعد حملة تحريضية ضده على خلفية منشورات مفبركة.

وبعد الإفراج المؤقت عنه، أعيد اعتقاله يوم الأربعاء قبل الإفراج عنه بكفالة، في خطوة تمثل استهدافا واضحا للعمل الحقوقي والمدافعين عن المعتقلين السياسيين.

وفي رام الله، داهمت المخابرات منزل الأسير المحرر بهاء عوض من بلدة بدرس أول أمس واعتقلته، كما اعتقلت الشاب محمد أحمد عوض واعتدت عليه بالضرب خلال اقتحام بيته.

وفي سياق متصل، احتجزت الأجهزة الناشط جاد القدومي لساعات بعد حملة تحريض إعلامية ضده قبل الإفراج عنه، فيما لا يزال الناشط مرشد شوامرة معتقلاً منذ 25 يوما.

السلطة تصعد اعتقالاتها

أما محافظة جنين، فقد شهدت حملة اعتقالات ومداهمات واسعة شملت طلبة مدارس وأطفالاً. فقد اعتقل الطالب في الثانوية العامة ساهر الأطرش من بلدة كفر راعي يوم الاثنين بعد خروجه من المدرسة وتعرض للضرب، كما اختطف الطفل بهاء الدين أحمد طحاينة (15 عاما) فجر اليوم نفسه من بلدة السيلة الحارثية.

كما تم اعتقال الطالب عمر غسان زيود من منزله في البلدة ذاتها صباح الاثنين.

وفي إطار الحملة نفسها، داهمت الأجهزة بلدة جبع واعتقلت عددا من الشبان بينهم محمد علاونة وقصي خليلية وحسن علاونة ويوسف فشافشة وجواد فشافشة ومحمد ملايشة، مستمرة في فرض السيطرة على المنطقة.

كما شنت أجهزة السلطة بداية الأسبوع الماضي حملة اعتقالات في بلدة السيلة الحارثية شملت الجريح حمزة جرادات، عبد الهريسة، بهاء الدين أحمد وكرم الجرس، حيث تم مصادرة عبوات وكواع محلية الصنع خلال الحملة.

واعتقلت الأجهزة الشابين أحمد محمد سلامة يحيى من بلدة العرقة وحمزة طحاينة من جنين بعد إلقائهما خطبة الجمعة في المسجد، دون إبلاغ العائلة بمكان احتجازهما، بينما اعتقلت الأسير المحرر ساري جرادات في السيلة الحارثية مساء الأربعاء.

كذلك، تعرض الشاب عمرو البيطاوي، شقيق المطارد نور البيطاوي، للتنكيل والاعتداء العنيف أثناء اعتقاله يوم الثلاثاء ما أدى إلى كسر ساقه ورضوض متفرقة.

كما اعتقل وقائي السلطة في جنين الشاب مصعب حنايشة من بلدة قباطية بعد استدعائه صباح الثلاثاء، علما بأنه أسير محرر قضى 3 سنوات في سجون الاحتلال وأفرج عنه منذ خمسة أشهر.

اعتقال الأسرى المحررين

وتستمر الاعتقالات بحق الأسرى المحررين، حيث يحتجز الأسير المحرر محمد الصانوري منذ 3 أشهر دون السماح لعائلته أو محاميه بزيارته، علما بأنه قضى أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال.

كذلك، لا يزال الأسير المحرر غسان زغيبي (52 عاماً) من مدينة جنين معتقلا في سجن الجنيد منذ أكثر من شهر، بعد أن تحرر قبل شهرين فقط من سجون الاحتلال، ويذكر أنه قضى أكثر من 8 سنوات فيها.

وفي طوباس، اعتقلت أجهزة السلطة الشاب سعد زهير بشارات بعد مداهمة منزله قبل عدة أيام، فيما تواصل مخابرات السلطة في سلفيت احتجاز الأسير المحرر براء عاصي من قراوة بني حسان منذ يومين.

وفي الخليل، أفرجت الأجهزة عن الأسير المحرر ثائر شلالدة بعد استدعائه للمقابلة صباح الثلاثاء، بينما مددت محكمة السلطة اعتقال الأسير المحرر إبراهيم البطاط لمدة 8 أيام.

وفي قلقيلية، أعادت اعتقال الأسير المحرر هاشم محمد حمدان، وتواصل اعتقال المهندسين حذيفة خولي ومالك غانم، وحمزة غانم، والممرض كمال بري، وجميعهم من قرية إماتين منذ عدة أسابيع. كما اعتقلت الأجهزة الأسير المحرر موسى صوي من مدينة قلقيلية ومددت اعتقاله 15 يوماً.

وفي نابلس، اعتقلت الأجهزة الشاب إبراهيم أبو عيشة والأسير المحرر عبد الرحمن الوادي، بينما يواصل جهاز الوقائي اعتقال الشاب نظمي عامر لليوم الخامس عشر على التوالي.

كما نُقل الأسير المحرر عبادة قنيص من بيت لحم إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، رغم استمرار اعتقاله لأكثر من أسبوعين وإصابته السابقة بعجز بنسبة 55% نتيجة إصابة في الرأس برصاص الاحتلال.

إضرابات احتجاجية داخل السجون

وفي سياق الاحتجاز طويل الأمد، يقبع المواطن ثائر الأغبَر من نابلس في سجن الجنيد منذ عام كامل، ويخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام والماء احتجاجاً على سوء المعاملة ومنع عائلته من زيارته.

كما يقبع عبد الله يونس في زنازين بيت لحم منذ 495 يوماً وسط تدهور وضعه الصحي، بينما يواصل أنيس أمين عبد الله من مخيم جنين اعتقاله منذ عشرة أشهر، وباسل خمايسة من اليامون منذ أكثر من سبعة أشهر رغم صدور قرارات قضائية بالإفراج عنه. كذلك يقبع يامن دراغمة في سجن الجنيد منذ شهرين ونصف دون توجيه تهم واضحة.

وعلى صعيد آخر، قالت عائلة المعتقل مصعب حسين البشر، إمام وخطيب مسجد الأبرار في سلفيت، إنه أوقف إضرابه عن الطعام بعد عشرة أيام نتيجة الضغوط، بعد اعتقاله الجائر منذ 500 يوماً في سجن أريحا المركزي، حيث يُحرم من الزيارات منذ أسبوعين، ويستمر جهاز المخابرات في رفض إحضاره للمحكمة رغم قرارات الإفراج المتكررة.

وقد أشارت العائلة إلى تعرضه للعزل والمضايقات وربما التعذيب لإجباره على إنهاء الإضراب، محملة جهاز المخابرات المسؤولية الكاملة عن أي تدهور صحي أو نفسي.

في المقابل، أفرجت الأجهزة عن الأستاذ ثامر سباعنة من جنين، والأسير المحرر مقداد القواسمة من الخليل بعد اعتقالهما لعدة أيام.

وقالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين أن هذه الاعتقالات تعكس توسع الانتهاكات بحق المواطنين والأسرى المحررين والناشطين والطلبة، في ظل غياب أي تحرك رسمي أو حقوقي فعلي لوقف هذه السياسات.

وتشير اللجنة إلى أن أكثر من 170 معتقلا سياسيا ما زالوا يقبعون في سجون السلطة منذ فترات متراوحة بعضها لأكثر من عام، تحت ظروف احتجاز صعبة وإهمال طبي متعمد أدى إلى تدهور أوضاع العديد منهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى