فادي الدغمة.. أداة محلية لتسويق مخطط نتنياهو بتهجير الغزيين

في الوقت الذي يعيش فيه سكان غزة حصارًا خانقًا وحربًا مفتوحة منذ السابع من أكتوبر 2023، برز فادي الدغمة كأحد أبرز الوجوه التي تدفع باتجاه خيار التهجير.
فقد أنشأ صفحة على موقع “فيسبوك” حملت اسم “الهجرة الطوعية”، خصصها للترويج لفكرة الرحيل من القطاع عبر البحر، ناشرًا روابط يدّعي أنها توفر آلية للتسجيل والمغادرة.
ومن خلال هذه الصفحة، أعاد الدغمة طرح التهجير بلغة محلية، مقدِّمًا إياه كخيار فردي متاح أمام سكان غزة، ونشاطه هذا يتقاطع بشكل مباشر مع ما تسعى إليه حكومة الاحتلال، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، من خلال فتح الباب أمام تهجير سكان القطاع كحل للأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب.
من هو فادي الدغمة؟
فادي الدغمة ناشط من قطاع غزة، بدأ حضوره على وسائل التواصل الاجتماعي منذ سنوات عبر تبني خطاب نقدي مستمر.
غير أن هذا الخطاب لم يتوجه يومًا نحو الاحتلال أو جرائمه، بل تركز أساسًا على المقاومة الفلسطينية، خصوصًا حركة حماس، سواء في فترات الهدوء أو خلال الحروب.
ومع الوقت، أصبح اسمه مرتبطًا بخطاب متماهي مع الرواية الإسرائيلية، يتجاهل الحصار والاعتداءات، ويركّز على تحميل المقاومة وحدها مسؤولية الأوضاع في القطاع.
تبني رواية الاحتلال
ولا يقتصر نشاط الدغمة على ملف الهجرة، فخطابه على وسائل التواصل الاجتماعي يتركز منذ سنوات على مهاجمة المقاومة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية الحصار والحروب، مع تجاهل تام لجرائم الاحتلال.
وقد وصل الأمر إلى التحريض المباشر على شخصيات إعلامية في غزة مثل الشهيد حسن اصليح، في انسجام تام مع السردية الإسرائيلية.
فادي الدغمة وشبكة افيخاي
وتعكس تحركات الدغمة نمطًا مألوفًا تستخدمه إسرائيل في الحرب النفسية، إذ يُعدّ من أبرز الوجوه في شبكة أفيخاي، حيث يتم توظيف أصوات محلية تتحدث بلهجة فلسطينية لكنها تكرر مضامين الدعاية الإسرائيلية.
وتُقتبس منشوراته باستمرار في حسابات إسرائيلية ناطقة بالعربية، ويُستشهد بها كدليل على وجود “غضب داخلي” على المقاومة، وهو ما يمنح الاحتلال غطاءً إضافيًا لسياساته العسكرية.
وفكرة “الهجرة البحرية” التي يروّج لها الدغمة ترتبط بشكل مباشر مع الطرح الإسرائيلي الذي يسعى إلى دفع سكان القطاع نحو التهجير، وما ينشره لا يمكن اعتباره تحركًا فرديًا معزولًا، بل نشاط ينسجم مع سياسات الاحتلال ويعزز حضورها داخل النقاش المحلي.