محمد التلولي.. أداة مشبوهة في مخطط تهجير غزة

على صفحته الرسمية على فيسبوك، نشر محمد التلولي تصريحات أثارت جدلاً واسعاً في غزة، حيث دعا سكان القطاع الراغبين بالسفر والانتقال خارج غزة إلى التفاعل مع منشوره، مؤكداً أن جهوده تهدف إلى “منح شعبه حياته خارج غزة وداخلها”.
وأشار التلولي إلى أنه أجرى اتصالات مع شخصيات “مدنية” في إسرائيل لوضع حد لمعاناة السكان، مضيفاً أن تعليمات جديدة ستصدر قريباً، “بدون الحاجة للأسماء، فقط اتباع الطريقة الجديدة”، وأن المنشور القادم سيحدد “المرحلة ومعالمها ومستقبل هذا الشعب”.
وتأتي تصريحات التلولي في توقيت يتوافق بشكل واضح مع سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما يجعل تحركاته جزءاً من مخطط تهجير مدعوم من الاحتلال، يهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه تحت غطاء وعود بحياة أفضل.
فضيحة التلولي في البرلمان الأوروبي
ولم يتوقف دور التلولي عند النشاط المحلي، إذ أثارت مشاركته في البرلمان الأوروبي جدلاً واسعاً، حين جلس إلى جانب الباحث الإسرائيلي روني شاكيد لتقديم شهادات تحريضية ضد وكالة الأونروا ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية، مرتدياً شعار التضامن مع الأسرى الإسرائيليين.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تختطف فيه إسرائيل آلاف الفلسطينيين، بينهم أطباء ومسعفون، وتُمارس بحقهم انتهاكات تشمل التعذيب والتجويع، ما جعل ظهور التلولي بمثابة صدمة شعبية كبرى وأكد الانقسام بين المصالح الشخصية ووعود التضامن الفلسطيني.
محمد التلولي وحراك “بدنا نعيش”
وفي عام 2019، برز محمد التلولي ضمن حراك “بدنا نعيش” في غزة، الذي انطلق للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، لكنه سرعان ما انزلق نحو التورط السياسي، مستغَلّاً من قبل شبكات موالية للاحتلال، أبرزها شبكة “أفيخاي”، لتصبح نشاطاته جزءاً من استراتيجيات تؤثر على المشهد الفلسطيني المحلي والدولي.
وكانت هذه الشبكات تسعى لتقديمه كصوت يمثل “الواقعية الفلسطينية” ويمثل خط منظمة التحرير، قبل أن تتضح مشاركته الأوروبية كمحاولة لترويج الرواية الإسرائيلية، ما دفع جزءاً من هذه الشبكات للتبرؤ منه لاحقاً بعد الغضب الشعبي الكبير.
من هو محمد التلولي؟
المفارقة الكبرى أن الاحتلال الإسرائيلي قتل والده واغتال شقيقته المسعفة، ومع ذلك اصطف التلولي إلى جانب الاحتلال ليهاجم المناهج الفلسطينية ويصفها بأنها “مفرخة للإرهاب”.
ويكشف هذا المسار كيف يمكن أن يتم توظيف الأفراد المتأثرين شخصياً لصالح سياسات الاحتلال، وتحويل معاناتهم الشخصية إلى أدوات دعائية لتبرير الاحتلال وتهجير السكان، في وقت يواصل المجتمع الفلسطيني فضح هذه الاختراقات والمقاومة ضد محاولات الإخضاع.