معالجات اخبارية
أخر الأخبار

أبو شباب يهاجم المقاومة ويكشف دوره الأمني لصالح الاحتلال والسلطة

في خطوة اعتبرها مراقبون توثيقًا علنيًا للخيانة والتخابر، خرج ياسر جهاد أبو شباب، المطلوب للعدالة الفلسطينية في غزة، في مقابلة عبر إذاعة “مكان” الإسرائيلية، معلنًا صراحةً تعاونه المباشر مع الجيش الإسرائيلي، وتنسيقه مع السلطة الفلسطينية، ومؤكدًا أن مجموعته المسلحة “ستواصل قتال حماس حتى بعد أي تهدئة محتملة”.

وقال أبو شباب في المقابلة التي بثتها الإذاعة العبرية، إن مشروعه القائم بالتنسيق مع الجيش يهدف إلى “استئصال حماس”، زاعمًا أن الحركة تعيش “مراحلها الأخيرة”، وأن مجموعته مستمرة في مهامها الأمنية والعسكرية في رفح ومحيطها.

وتأتي هذه التصريحات بعد يومين فقط من إعلان المحكمة الثورية في غزة عن مهلة أخيرة لأبو شباب لتسليم نفسه خلال عشرة أيام، تمهيدًا لمحاكمته بتهم تشمل الخيانة، والتخابر مع الاحتلال، وتشكيل عصابة مسلحة، والعصيان المسلح، استنادًا إلى قانون العقوبات الفلسطيني وقانون الإجراءات الثوري.

من هو ياسر أبو شباب؟

ولد ياسر جهاد منصور أبو شباب في 27 فبراير 1990، وينحدر من قبيلة “الترابين” البدوية، ويقيم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وترك الدراسة مبكرًا، ولا يجيد القراءة أو الكتابة، وارتبط اسمه سابقًا بتجارة المخدرات والسرقة، واعتُقل على يد أجهزة الأمن الفلسطيني قبل الحرب، لكنه فرّ من السجن بعد استهداف إسرائيلي لمركز احتجازه في أكتوبر 2023.

وفي أعقاب فراره، أنشأ أبو شباب مجموعة مسلحة ضمّت عناصر هاربة، ونشطت في مناطق التماس مع الاحتلال شرق رفح، بالتنسيق الكامل مع القوات الإسرائيلية التي وفرت له الحماية والغطاء، ما حال دون استهدافه جويًا.

نشاط مشبوه تحت رعاية الاحتلال

ومنذ مايو 2025، ومع توغل الجيش الإسرائيلي في رفح، برز اسم أبو شباب كمتحكم بشبكة فوضوية مارست النهب والسرقة بحق المساعدات الإنسانية، وواجهت اشتباكات مع الأجهزة الأمنية المحلية.

وقد أوردت وثيقة داخلية صادرة عن الأمم المتحدة اسمه كمشتبه به رئيسي في عمليات “نهب ممنهجة” للمساعدات الغذائية، إضافة إلى ممارسات ترهيب داخل الأحياء الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

وتشير مصادر أمنية مطلعة إلى أن جهاز “الشاباك” الإسرائيلي هو من أشرف على تسليح عصابة أبو شباب بشكل مباشر، في إطار خطة تهدف لتشكيل “قوة موازية” تعيد تشكيل المشهد الأمني في القطاع، وتضعف المقاومة من الداخل.

وبحسب تسريبات صحفية عبرية، فإن دعم مجموعة أبو شباب لم يكن مجرد قرار ميداني، بل جاء بموافقة المستوى السياسي والعسكري الأعلى في إسرائيل، بما يشمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب، ورئيس الأركان، ووزير الشؤون الاستراتيجية، وتم تسليم المجموعة أسلحة خفيفة وهجومية، استخدمت في عمليات إرباك أمني ونشر للفوضى داخل رفح.

وتعتبر مجموعة أبو شباب نموذجًا للكيانات المسلحة التي ينشئها الاحتلال لإضعاف التماسك الداخلي الفلسطيني، وتوظيف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي لصناعة بدائل مشبوهة تدّعي “الاستقرار”، بينما تمارس السرقة والابتزاز وتحرض على فصائل المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى