تحليلات واراء

كاتب سياسي: سياسة السلطة تجعل الضفة بيئة طاردة للفلسطينيين

قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين إنّ السلطة الفلسطينية أقدمت على قطع رواتب الأسرى وأهالي الشهداء والجرحى، وتحويلهم إلى مؤسسة “تمكين” دون أن يعرفوا طبيعة هذه المؤسسة أو مصير رواتبهم.

وأضاف عز الدين أن السلطة كانت قد قطعت في السابق رواتب قسم من أسرى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لكنها اليوم قطعتها عن الجميع دون استثناء، مشيرًا إلى أن ذلك يتناقض مع الأيمان المغلظة التي أقسمها محمود عباس بأنه سيستمر في دفع الرواتب.

السلطة ورواتب الأسرى

وتابع أن الذرائع التي تسوقها السلطة تتعلق بأموال المقاصة التي يحتجزها الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش لن يعيد هذه الأموال، موضحًا أن هناك مطالب جديدة تُطرح الآن، من بينها تعديل المناهج الدراسية والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، والحبل على الجرّار.

وأكد عز الدين أن سموتريتش يسعى لجعل الضفة الغربية بيئة طاردة للفلسطينيين، وأن قطع أموال المقاصة جزء من هذا المخطط، تمامًا كما هي اعتداءات المستوطنين ومنع المزارعين من قطف الزيتون.

وختم بالقول إنّ الحل الوحيد لاستعادة أموال المقاصة هو أن تُعلن السلطة إضرابًا حقيقيًا عن التنسيق الأمني لمدة أسبوع كامل، لأن ذلك سيدفع الولايات المتحدة وأوروبا للتدخل والإفراج عن الأموال المحتجزة، مضيفًا أن محمود عباس ليس فقط عبدًا ذليلًا، بل أيضًا غبي وأهبل.

قطع رواتب الأسرى وأهالي الشهداء

وتتزامن هذه الإجراءات مع احتجاجات على الأرض، حيث اعتصم العشرات من أهالي الأسرى والشهداء  أمام مقر رئاسة وزراء حكومة رام الله، مطالبين بصرف رواتب أبنائهم المقطوعة، ورفع المشاركون لافتات كتب عليها “الراتب حق وليس منه” و”ليس هكذا يُكافأ المناضلون والشرفاء”.

وأكدت لجنة أهالي الأسرى أن عدد الأسرى الذين توقفت رواتبهم وصل إلى 1615 أسيراً، ما وضع عائلاتهم أمام صراع جديد إلى جانب معاناتهم اليومية مع اعتقال أبنائهم.

وأوضح مكتب إعلام الأسرى أن هذه السياسة تشكّل مرحلة اقتصادية ممنهجة تستهدف حياة ذوي الأسرى، مطالباً الجهات المسؤولة بتحمل مسؤولياتها تجاه حرمان العائلات من أبسط مقومات الصمود.

وأشار الأهالي إلى أن غياب الرواتب أجبر الكثير منهم على مواجهة صعوبة توفير أتعاب المحامين، الذين أصبحوا الوسيلة الوحيدة للتواصل مع أبنائهم في السجون بعد منع الزيارات العائلية، إذ تتجاوز تكلفة الزيارة الواحدة أحياناً 2000 شيكل، ما يفوق قدرة العائلات التي فقدت مصدر رزقها الأساسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى