معالجات اخبارية

السلطة تُكافئ الأسرى المحررين في الضفة بالاعتقال

شنت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حملة اعتقالات جديدة خلال الفترة الماضية، استهدفت عدداً من الأسرى المحررين والناشطين في مدن الضفة الغربية، في استمرارٍ لسياسة الاعتقال السياسي التي تثير انتقادات واسعة في الأوساط الفلسطينية.

السلطة تلاحق الأسرى المحررين

ووفقاً لمصادر محلية، فإن الحملة شملت اعتقال عدد من الشخصيات التي قضت سنوات طويلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتواصل الأجهزة الأمنية احتجازهم منذ أكثر من شهر في سجني الجنيد وأريحا.

ومن بين المعتقلين، الأسير المحرر غسان الزغيبي الذي أمضى أكثر من ثماني سنوات في سجون الاحتلال معظمها في الاعتقال الإداري، قبل أن يُفرج عنه قبل نحو شهرين فقط بعد اعتقال إداري استمر أكثر من ثلاثين شهراً.

كما اعتقلت الأجهزة الأمنية الأسير المحرر مهدي الحيفاوي الذي تحرر قبل أشهر بعد أكثر من عام في سجون الاحتلال، وهو الذي قضى أكثر من عشر سنوات خلف القضبان.

وشملت الحملة أيضاً الأسرى المحررين وسيم عورتاني، محمد أبو خليفة، وإبراهيم عبيدي، وجميعهم من الأسرى السابقين الذين ذاقوا مرارة الاعتقال لدى الاحتلال قبل أن يجدوا أنفسهم اليوم رهن الاحتجاز لدى أجهزة السلطة.

كما اعتقلت الأسير المحرر والمعلم والناشط ثامر سباعنة من مدينة جنين. وسباعنة كاتب وناشط فلسطيني معروف، تعرّض لعدة اعتقالات سابقة على يد الاحتلال والسلطة، وكان قد أُفرج عنه من سجون الاحتلال في 19 نوفمبر 2024 بعد اعتقال استمر عاماً ونصف.

وفي سبتمبر الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال نجل سباعنة، وطن سباعنة، عقب الإفراج عنه من قبل أجهزة السلطة، التي كانت قد حرمته من التقدم لامتحانات الثانوية العامة في حينه.

كما طالت حملة الاعتقالات الأخيرة الشاب إبراهيم نور الخطيب بعد مداهمة منزله في بلدة طمون قضاء طوباس، إضافة إلى الأسير المحرر والصحفي فتحي اتكيدك من مدينة الخليل.

سياسة “الباب الدوار”

ونفذت الأجهزة الأمنية اقتحامات ليلية في بلدة طمون، واعتقلت عدداً من المواطنين بينهم عز الدين مثقال بني عودة، إبراهيم نور الخطيب، ووليد بشارات، كما اقتحمت منزل المطارد ساهر سمارة وفتشته في محاولة لاعتقاله.

وفي الخليل، اعتقلت مخابرات السلطة الأسير المحرر إبراهيم البطاط من أمام منزل عائلة زوجته بعد الاعتداء عليه بالضرب، فيما تواصل الأجهزة الأمنية اعتقال الشاب محمد أحمد قاسم من بلدة عقابا قضاء طوباس منذ أربعة أشهر في سجن الجنيد بنابلس.

كما تواصل احتجاز الشاب أحمد خالد أبو عرة منذ أربعة أشهر أيضاً رغم صدور قرار قضائي بالإفراج عنه قبل شهر، بينما مددت محكمة تابعة للسلطة اعتقال الأسير المحرر مصعب قوزح من طولكرم لمدة 15 يوماً، علماً بأنه أفرج عنه مؤخراً ضمن صفقة التبادل ويعاني من وضع صحي صعب يمنعه من الوقوف جيداً.

وتأتي هذه التطورات في ظل مواصلة أجهزة أمن السلطة سياسة “الباب الدوّار” التي تقوم على اعتقال الأسرى المحررين عقب خروجهم من سجون الاحتلال، في تكرار ممنهج لهذه الممارسات التي تُفاقم حالة الاحتقان الشعبي في مدن الضفة الغربية، خاصة مع استمرار التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى