سفارات السلطة.. أوكار فساد ومحسوبيات تمتهن قمع الفلسطيني

حذر الباحث السياسي حسن العاصي من أن سفارات وممثليات السلطة الفلسطينية حول العالم تحولت إلى بؤر فساد ومحسوبيات بدلا من أن تكون أدوات للدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنها باتت واجهة بيروقراطية تذل الفلسطيني وتعمق غربته”.
وقال العاصي في مقال إن الفلسطيني الذي يتوجه إلى سفارته لا يشعر أنه يدخل مؤسسة تمثله إنما جهازًا بيروقراطيًا متغطرسًا.
وأشار إلى أن سوء المعاملة وتعمد تعقيد الإجراءات أصبحا سمة متكررة في سفارات السلطة الغارقة في الجمود الإداري والفساد.
وأوضح العاصي أن السفارات تعاني من تعيينات قائمة على الولاء السياسي والعائلي، ما جعلها جزرًا معزولة عن شعبها، بينما يؤدي غياب الرقابة والمحاسبة إلى بيئة خصبة للفساد الإداري والمالي.
ورأى أن ذلك يحدث في ظل يهدر فيه المال العام على نفقات وامتيازات لا يستفيد منها الفلسطيني في الخارج الذي يواجه صعوبات بنيل أبسط الخدمات القنصلية.
وتدير السلطة الفلسطينية 112 بعثة دبلوماسية حول العالم، وهو رقم عده العاصي أنه يمثل عبئًا ماليًا ضخمًا على الشعب الفلسطيني، خاصة مع غياب السلطة وسيادتها، ومع عجز هذه البعثات عن تحقيق أي تأثير دبلوماسي ملموس.
وقال إن هذا العدد الكبير يعكس “فكرًا قائمًا على الاستعراض وليس الفاعلية”.
وأضاف العاصي أن معظم السفارات لم تحقق أي إنجاز سياسي أو دبلوماسي، وأن وجودها أصبح شكليا يرفع العلم فقط، بينما تغيب عنها المبادرات الدبلوماسية المؤثرة وتغرق في خلافات وإدارة عقيمة لا علاقة لها بالدفاع عن الرواية الفلسطينية.
وحذر من أن استمرار هذا النهج سيجعل السفارات “رمزا لدبلوماسية الفشل وأيقونة للانفصال بين السلطة وشعبها، مؤكدا أن الجاليات في الخارج تتعرض لإذلال مزدوج.
ودها العاصي لإصلاح جذري وشامل لوزارة الخارجية والسفارات يقوم على الشفافية والمحاسبة والكفاءة المهنية، قائلًا إن الفلسطيني بالخارج لا يحتاج سفارة ترفع العلم إنما لسفارة تحمي كرامته وتمثل قضيته.





