تفاقم الصراعات داخل ميليشيات الاحتلال في غزة وسط مصير مجهول لأفرادها

تتفاقم الصراعات والانقسامات داخل ميليشيات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، سواء داخل قيادة كل عصابة على حدة أو فيما يتعلق باحتمال توحدها، وسط مصير مجهول لأفرادها في ظل تخبط إسرائيلي في استراتيجية التعامل معهم.
فقد نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي قوله إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” يرفض توحيد الميليشيات التي تعمل داخل قطاع غزة تحت قيادة موحدة، بسبب صراعات النفوذ بين قادتها.
وبحسب المسؤول، فإن كل طرف داخل تلك المجموعات يسعى للهيمنة والانفراد بالقرار، وهو ما يشكل بوادر فناء سريعة لهذه الميليشيات التي تفتقر إلى أي دعم شعبي في غزة.
نزاع على القيادة
كشفت مصادر مطلعة عن تصاعد نزاع على القيادة داخل الميليشيات المسلحة، لا سيما ميليشيا المدعو ياسر أبو شباب، المتمركزة في مناطق سيطرة جيش الاحتلال شرق رفح، أقصى جنوب قطاع غزة.
وبحسب المصادر، أصبح ياسر أبو شباب مجرد واجهة شكلية، بينما كل القوة والخطط التنفيذية باتت في يد المدعو غسان الدهيني، الذي بات في كل ظهوره وتصريحاته الحادة يستهدف إثبات أنه القائد الجديد، وأن دور أبو شباب قد انتهى.
وأكدت المصادر أن الدهيني لم يعد نائبًا فقط، بل بدأ يفرد عضلاته ويأخذ مكان القائد بالقوة والضغط العملياتي، مشيرة إلى أن هذا الصراع سيحدد من سيكون الوجه الفعلي لهذه الميليشيا، ومن سيستولي على الاسم والمكانة بالكامل.
تخبط إسرائيلي بشأن مصير الميليشيات في غزة
منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تشرين أول/أكتوبر الماضي، يسود التخبط والارتباك الأوساط الأمنية وقيادة جيش الاحتلال بشأن مصير أفراد الميليشيات المسلحة.
فقد كشفت صحيفة “معاريف” العبرية أنه بتوصية من جهاز الموساد، قد يعمل الجيش الإسرائيلي على نقل ميليشيا ياسر أبو شباب إلى الحدود مع لبنان، في ظل التحضيرات الجارية لشن عملية واسعة محتملة.
وذكرت الصحيفة أن مهام الميليشيات تشمل تمشيط القرى والأحراش تمهيدًا لدخول القوات البرية، مشددة على أنه في غزة اُتخذ قرار بإنهاء عملها مع قرب دخول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقبل ذلك، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، وبالتنسيق مع جهاز الشاباك، أصدر تعليمات بوقف نشاط ميليشيا ياسر أبو شباب الممولة إسرائيليًا وطرد عناصرها من المناطق التي انتشروا فيها خلال الحرب على غزة.
وقالت الصحيفة إن القرار جاء عقب تقدير أمني بأن استمرار وجودها يهدد الترتيبات الأمنية القادمة ويضر بصورة “السيطرة المنضبطة” التي يحاول الاحتلال تسويقها للعالم.
وأشارت إلى أن ميليشيا أبو شباب فشلت في فرض أي حضور شعبي أو شرعي على الأرض، إذ ينظر إليها الفلسطينيون كأذرع أمنية لإسرائيل، وبالتالي فإن تفكيكها لن يستغرق وقتًا طويلًا مع سحب الغطاء والدعم العسكري عنها.
وتدل هذه التطورات على حالة ارتباك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عقب فشل مشروع “الإدارة البديلة” عبر وكلاء من غزة، خاصة مع الرفض الشعبي الواسع لأي تشكيلات أمنية تنسق مع الاحتلال أو تتبنى أجندته.





