معالجات اخبارية

العصابات المسلحة في غزة… أدوار مشبوهة ومهام قذرة لخدمة منظومة الاحتلال

تقوم العصابات المسلحة في غزة المدعومة من الجيش الإسرائيلي بأدوار مشبوهة ومهام قذرة ضمن استراتيجية الاحتلال الرامية إلى تفكيك البنية الداخلية ومواجهة المقاومة عبر وكلاء وأدوات محلية.

ويجمع المراقبون على أن العصابات المسلحة يتم استخدامها في مشروع سياسي وأمني هدفه تفكيك المجتمع الفلسطيني من الداخل، وإضعاف المقاومة، وتقويض الثقة بين الناس، وتحويل القطاع إلى ساحة رخوة مفتوحة للاختراق.

وتكشف هذه الممارسات أن الاحتلال يسعى إلى إدارة الصراع بأدوات محلية، لخلق “حرب داخل الحرب” وتعميق الجراح بعيدًا عن خطوط النار لا سيما أنها تعمل في الظل، متخفية، وتنفذ مهام مُوكلة إليها لخدمة أهداف الاحتلال الأمنية والسياسية.

ملاحقة المقاومين واستهدافهم: ضرب رأس البنية الصلبة

أخطر المهام التي تقوم بها تلك المجموعات هي ملاحقة عناصر المقاومة واستهدافهم أو ملاحقة تحركاتهم.

ويتم ذلك عبر تحديد مواقع الأنفاق أو البيوت التي يتردد إليها المقاومون ومراقبة تحركات مشبوهة وتسجيل أماكن وجود السلاح وتمرير الإحداثيات الميدانية لجيش الاحتلال.

وتهدف هذه الأنشطة إلى خلق اختراقات في بنية الفصائل، وتسهيل عمليات الاغتيال والقصف الدقيق، وتقويض قدرة المقاومة على العمل ضمن بيئة محصّنة اجتماعيًا.

التفتيش على المقدرات العسكرية وتسريبها للاحتلال

من المهام الأكثر ضررًا تفتيش وتحديد مواقع المخازن والممرات العسكرية التي تمتلكها المقاومة بحيث تعمل العصابات كأجهزة مسح أولية تبحث، وتلتقط صورًا، وترصد، وتبلّغ جيش الاحتلال الذي يُنفّذ ضرباته عن بُعد.

ويعد هذا النوع من التجسس التكتيكي فاصلًا في الحروب الحديثة، إذ يسمح للجيش بتقليل كلفة الاقتحام ويضاعف أثره التدميري.

اعتقال مدنيين وتسليمهم للاحتلال

واحدة من أكثر الممارسات وقاحة هي قيام هذه العصابات باعتقال مدنيين والاعتداء عليهم أو تسليمهم للنقاط العسكرية الإسرائيلية مقابل مكافآت محددة.

ويستهدف هؤلاء المرتزقة عادة الأشخاص المشتبه بأنهم مطلوبين لدى الاحتلال والناشطين الإعلاميين وكل من يُظن أن لديهم معلومات تتعلق بالمقاومة وهو ما يعيد أدوات “الحكم العسكري” التي كانت دولة الاحتلال تطبقها بحيث يتولى وكلاء محليون مهام القمع بدلًا من الاحتلال نفسه.

سرقة ونهب قوافل المساعدات

في ظل الأزمة الإنسانية، برز مشهد أكثر بؤسًا يتمثل بسرقة قوافل المساعدات الغذائية والطبية من قبل عصابات منظمة تعمل لتأمين السيطرة على خطوط الإمداد.

والهدف من ذلك ليس فقط السرقة التجارية، بل حرمان الأحياء من المساعدات وإعادة بيعها أو توجيهها نحو مجموعات محددة، بغية خلق توترات اجتماعية وتعزيز الحاجة والخضوع وتصوير غزة كـ“بيئة فوضوية” لتبرير تدخل الاحتلال وليتحول الجوع من مجرد نتيجة للحصار إلى أداة في الحرب النفسية والسياسية.

دور جديد في تفجير المنازل

تُشير تقارير ميدانية إلى أنّ عمليات هدم وتفجير المنازل على جانبي الخط الأصفر لم تعد تتم عبر العربات الإسرائيلية الانتحارية التقليدية، بل أصبحت العصابات العميلة هي من تنفذ التفجير المباشر بعد نقل المتفجرات عبر مركبات خاصة.

ويعكس هذا التطور هدفًا مزدوجًا يضمن تقليل المخاطر على القوات الإسرائيلية فيما يشكل وجود متفجرات في يد عصابات مسلحة تهديدًا مضاعفًا للسكان.

إدارة شبكات السمسرة والابتزاز

من المهام الإضافية التي تقوم بها هذه عصابات الاحتلال ابتزاز العائلات للحصول على معلومات وإدارة “سماسرة عبور” عند خطوط التماس إلى جانب أخذ أموال مقابل وعود بالإفراج أو الوساطة ونشر شائعات منظمة لخلق بلبلة سياسية واجتماعية.

ويظهر ذلك أن عصابات الاحتلال تعمل في مناطق نفوذ رمادية، وتستفيد من انهيار الخدمات والضغط المعيشي وأن وجودها يضيف طبقة خطيرة إلى المشهد في غزة ما يؤكد أن الوعي الشعبي والمراقبة المجتمعية هي خط الدفاع الأول في معركة لم تعد عسكرية فقط بل نفسية وأخلاقية وسياسية بكل المقاييس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى