في خطوة تسلط الضوء على عسكرة التعليم والمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، كشفت جامعة تل أبيب عن تشغيل “غرفة حرب هندسية” داخل حرمها الجامعي لدعم الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية.
وتعمل الغرفة على تطوير حلول تكنولوجية لتعزيز العمليات الميدانية، من بينها أنظمة بث مباشر لكاميرات مثبتة على كلاب تُستخدم في هجمات ضد الفلسطينيين.
في فيديو نُشر مؤخرًا، استعرضت الجامعة هذه المبادرة التي تهدف إلى “ابتكار حلول للتحديات الميدانية”، بحسب وصف مقدم الفيديو.
وأضاف أن أكبر مساهمي هذه الجهود هم طلاب كلية الهندسة.
كلاب عسكرية مسلحة
أحد الابتكارات التي عرضها الفيديو هو نظام بث مباشر رخيص التكلفة، يمكّن الجنود من متابعة كاميرات مثبتة على الكلاب أثناء العمليات.
وقد ارتبطت هذه التكنولوجيا بوحدة “عوكتس”، وهي وحدة الكلاب التابعة للجيش الإسرائيلي، التي وثقت هجماتها الوحشية على المدنيين في غزة.
في حادثة مأساوية، تُرك محمد بحر، الشاب ذو الـ24 عامًا الذي يعاني من متلازمة داون، يموت بعد أن هاجمته كلاب الجيش داخل منزله في شرق غزة، وبعد أسبوع، وجدت عائلته جثته المتحللة.
وفي حادثة أخرى، هاجمت الكلاب المسلحة امرأة فلسطينية تبلغ من العمر 60 عامًا داخل منزلها في مخيم جباليا للاجئين، حيث تعرضت لعضات خطيرة، ولم تتلق أي مساعدة من الجنود.
عسكرة التعليم
منذ سنوات، تحافظ جامعة تل أبيب على علاقات وثيقة مع الجيش الإسرائيلي.
وفي عام 2022، أطلقت الجامعة برنامج “إيرز” الذي يسمح لضباط الجيش بالدراسة الأكاديمية أثناء خدمتهم.
وواجه هذا البرنامج انتقادات واسعة بسبب تعزيز “عسكرة التعليم”.
دعوات لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية
تعرضت الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية لضغوط دولية متزايدة بسبب تورطها في جرائم الاحتلال.
ودعت حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) منذ فترة طويلة إلى مقاطعة الجامعات الإسرائيلية، متهمة إياها بالتواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان.
في تقرير صدر مؤخرًا، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بتنفيذ حملة إبادة جماعية في غزة، حيث قتل ما يقارب 45 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وخلال الشهرين الماضيين، اشتدت حدّة الأزمة بوجه خاص في محافظة شمال غزّة، حيث يكابد السكان المحاصرون التجويع والتهجير القسري والإبادة وسط القصف المتواصل عليهم بلا هوادة والقيود الخانقة التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح إليهم.