بعد تهديده وعائلته.. رامي أبو زبيدة يُسقط أقنعة الذباب الإلكتروني

في زمن بات فيه الإعلام سلاحًا ناعمًا بأيدي قوى خفية، لا تتورع عن استخدام الحسابات الوهمية والشتائم المنظمة لضرب كل من يكشف زيفها، يتعرض الباحث العسكري الفلسطيني رامي أبو زبيدة لحملة تشويه وتحريض تقودها حسابات الذباب الإلكتروني، على خلفية منشور كشف فيه إسفاف إحدى صفحات “مدينة حمد” على واتساب، وسلوك القائمين عليها ممن يعيشون خارج غزة ويتبنون خطابًا تحريضيًا ومسمومًا ضد المقاومة.
من هو رامي أبو زبيدة؟
رامي أبو زبيدة هو كاتب وباحث فلسطيني مختص في الشأن الأمني والعسكري، يشغل منصب رئيس تحرير موقع “180 تحقيقات”، ويُعدّ من أبرز الأقلام المقاومة التي سخّرت كتاباتها لكشف أساليب الاحتلال الإسرائيلي القذرة، سواء في ميدان المعركة أو في حروب الوعي والإعلام.
عرفه الجمهور بمقالاته التحليلية الجريئة، وتغطيته الدقيقة لتفاصيل العمليات الأمنية والعسكرية، وفضحه للأدوات الناعمة المستخدمة في الحرب النفسية ضد قطاع غزة، ما جعله مصدر إزعاج دائم لأجهزة الاستخبارات الصهيونية وأذرعها الناعمة.
في 3 مارس/آذار 2024، اعتقلته قوات الاحتلال أثناء نزوحه جنوب القطاع، وتعرض لتعذيب جسدي ونفسي شديد خلال عام كامل من الاعتقال، قبل أن يُفرج عنه في 27 فبراير/شباط 2025، دون أن ينكسر أو يساوم، ما رسّخ صورته كصوت حرّ لا ينكفئ.
رامي أبو زبيدة يُسقط أقنعة الذباب الإلكتروني
بمجرد نشر أبو زبيدة منشورًا ينتقد فيه لغة الانحدار الأخلاقي التي تمارسها بعض الصفحات المعروفة، انطلقت ضده حملة تهديدات صريحة، تضمنت رسائل من أرقام مجهولة مصدرها تركيا والجزائر، إلى جانب تهديدات مباشرة من شخص يُدعى حمزة المصري، وصلت إلى حد التلويح بإيذاء نجله وابتزازه بمنشورات مفبركة.
حمزة المصري الوجه القذر لشبكة “أفيخاي”
المدعو حمزة حمزة المصري، من مواليد بلدة بيت حانون عام 1986، ليس مجرد ناشط كما يروّج، بل هو أداة استخباراتية مأجورة في شبكة يقودها الاحتلال وأذرعه الأمنية.
وفرّ من غزة إلى القاهرة بعد تورطه في سلسلة قضايا جنائية ضد مواطنين، بينها سرقة أموال تبرعات وابتزاز نساء بالتحرش، كما أثبتت التحقيقات لدى الأجهزة الأمنية في غزة.
وبعد اعتقاله لفترة، وادعائه كذبًا أنه ضُيّق عليه بسبب “دعمه للمقاومة”، هرب إلى مصر، حيث تم تجنيده من قبل ضابط مخابرات تابع للسلطة الفلسطينية، ومن ثم التقى باللواء ماجد فرج ومساعده زكي السكني، ليبدأ لاحقًا بتنفيذ مهمة خبيثة لتشويه المقاومة إعلاميًا عبر السوشيال ميديا.
وانخرط حمزة المصري في شبكة أفيخاي، وهي جهاز ناعم يهدف لضرب المقاومة من الداخل بعد فشل إسقاطها عسكريًا.
وأنشأ عشرات الحسابات بأسماء مستعارة، وبدأ ببث الأكاذيب، وتسويق روايات مشبوهة، ومحاولة جرّ الرأي العام في غزة نحو خطاب التعايش مع الاحتلال، واستهداف قادة المقاومة وأُسرهم.
لم يكتف بذلك، بل تورط مع السكني في مخططات تخريبية تضمنت محاولة تنفيذ تفجيرات داخل غزة، باستخدام أحزمة ناسفة وعبوات في المساجد والمناطق المأهولة، قبل أن تفشل هذه المحاولات ويتم تفكيك الشبكة.
ومع اندلاع معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، حاول المصري تغيير جلده، فارتدى ثوب الوطنية الزائف، وبدأ يمجّد المقاومة التي هاجمها لسنوات، في محاولة لاختراق جمهورها وكسب ثقتهم، قبل أن يعود سريعًا إلى سلوكه المعروف بالتحريض والطعن في الشرفاء.
وانكشف أمره مجددًا حين وُثق انضمامه الفعلي إلى شبكة أفيخاي الإلكترونية، في محاولات خبيثة لدفع الشارع في غزة ضد المقاومة، عبر بثّ الأكاذيب والتشويش المنظم، إلا أن محاولاته فشلت كما فشلت مخططاته السابقة.
رامي أبو زبيدة ومواجهة الذباب
وفي وجه هذا الهجوم الرخيص، بقي رامي أبو زبيدة ثابتًا لا يتراجع. كتب ردًا قال فيه:”خرجت من زنازين الاحتلال مرفوع الرأس، بفضل رجال المقاومة، وليس بشهادات جيوش الواتساب ولا المرتزقة الذين يبيعون أعراض الناس من الخارج.”
ورفض الانجرار وراء الشتائم، وأكد أنه لا يخشى تهديدًا ولا افتراءً، ولا يُبتز من الذباب، لأنه يعرف من يقف خلف الحملة أولئك الذين فشلوا في المواجهة المباشرة، فاختاروا الاختباء خلف الشاشات.
والحملة ضد رامي أبو زبيدة تكشف مدى إفلاس أدوات الحرب النفسية ضد المقاومة. فكلما عجز الاحتلال عن إسكات الصوت الحر، دفع أذرعه للتحرك إعلاميًا.