الأردن يسلّم جنودًا إسرائيليين ويعتقل متضامنين مع غزة
أعلنت مصادر أردنية أن ثمانية جنود إسرائيليين اجتازوا الحدود الأردنية في السابع والعشرين من آب/أغسطس الماضي، قبل أن يتم توقيفهم من قبل قوات حرس الحدود.
وأوضحت التحقيقات الأمنية أن الحادثة تمت “عن طريق الخطأ”، لتنتهي بإطلاق سراح الجنود وتسليمهم مجددًا إلى الجانب الإسرائيلي استنادًا إلى اتفاقية التعاون الحدودي الموقعة بين الطرفين.
وجاءت الخطوة الأردنية بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدوانه الواسع على قطاع غزة بدعم أمريكي وغربي، والذي أدى حتى الآن إلى استشهاد وإصابة ما يقارب 225 ألف فلسطيني، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
اعتقال متضامنين مع غزة
وفي الداخل الأردني، تزامنت التطورات الأخيرة مع سلسلة حوادث أمنية سابقة ضد المواطنين الذين عبّروا عن تضامنهم مع قطاع غزة.
في يوليو 2025، احتجزت السلطات الأردنية الناشط أيمن عبلي بعد نشره مقطعًا مصورًا دعا فيه إلى كسر الصمت تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأحيل عبلي إلى محكمة أمن الدولة بعد اعتقاله، في حين حظي الفيديو بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي قبل سحبه.
وفي حادثة أخرى، اعتُقل المواطن محمد الحموز، البالغ من العمر 65 عامًا، بعد أن كتب لافتة تضامنية على سيارة زفاف في منطقة القويسمة شرقي عمان تضمنت عبارة: “سامحينا يا غزة، سامحينا يا فلسطين”.
وتم نقل الحموز بين عدة أجهزة أمنية قبل إيداعه في سجن ماركا، وأُفرج عنه بعد يومين بكفالة، فيما فُرضت غرامة مالية على صاحب السيارة وتم توقيفه أيضًا.
التعذيب داخل السجون الأردنية
كما تضمن سجل الانتهاكات الأمنية قضية الشاب حمزة بني عيسى، الذي اعتقل خلال شهر رمضان الماضي في مدينة إربد بعد نشره تغريدة داعمة لغزة.
وأسفر التعذيب الذي تعرض له داخل السجون عن فقدانه البصر نهائيًا، بعد إصابته بانفجار في مقلة العين وانفصال الشبكية والعدسة، دون تلقي العلاج المناسب.
ورغم هذه الإصابات الخطيرة، أسقط القضاء العسكري الملاحقة عن العناصر الأمنية المتورطة بحجة “عدم كفاية الأدلة”.
وأسفر تزامن تسليم الجنود الإسرائيليين مع اعتقال مواطنين أردنيين بسبب مواقفهم المتضامنة مع غزة عن موجة جدل داخلية، حيث وُجهت انتقادات للسلطات بأنها تتعامل بمرونة مع الاحتلال، في الوقت الذي تتشدد فيه تجاه ناشطين وأفراد لم يتجاوزوا التعبير السلمي.
