استاد اليرموك في غزة.. ساحة رياضية حولها الاحتلال لمركز اعتقال
في إطار حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة، حول جيش الاحتلال الإسرائيلي استاد اليرموك في مدينة غزة من ساحة رياضية إلى مركز اعتقال وتعذيب.
وقد تم تدمير الملعب الرياضي الذي اعتاد الرياضيون الفلسطينيون التدرب فيه وهم يحلمون بالألعاب الأولمبية في بداية الحرب على غزة.
وقبل أن يتم تحويله إلى مخيم مؤقت للنازحين، استخدمه الجيش الإسرائيلي كموقع استجواب.
مأوى للنازحين
استاد اليرموك الرياضي، الذي كان في السابق ملعبًا لكرة القدم يتسع لـ 9000 متفرج، أصبح الآن مأوى لآلاف الفلسطينيين النازحين الذين يعانون من قلة الطعام أو الماء، في 5 يوليو 2024، في مدينة غزة.
وقد دمر جزء من المدرجات بنيران الصواريخ. كما تم هدم ملعب كرة القدم، الذي كان أخضر ومرتباً بشكل أنيق، بالجرافات.
وبات مضمار ألعاب القوى في استاد اليرموك مختلطاً بالأنقاض، بالكاد يمكن التعرف عليه.
أما ملعب اليرموك، الذي يعد أحد الملاعب الرياضية القليلة في القطاع الساحلي التي تلبي المعايير الدولية، فقد أصبح الآن غير صالح للاستخدام بسبب الأضرار التي ألحقها به الجيش الإسرائيلي.
وقال عادل الفصيح، مدير المنشأة، الذي فقد زوجته وخمسة من أطفاله في غارة على منزله: “لقد دمر الجنود حتى أنظمة الكهرباء والري” في الاستاد.
استهداف رياضي شامل
منذ عام 1995، عندما انضمت فلسطين إلى اللجنة الأولمبية الدولية، كان ملعب اليرموك ساحة تدريب للرياضيين الذين يحلمون بالتنافس في الألعاب الأولمبية.
ولكن منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع عن مقتل العديد من الرياضيين.
ومن بينهم هاني المصدر، مساعد مدرب المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم، الذي استشهد مع نحو 40 آخرين في غارة جوية على دير البلح في 6 يناير/كانون الثاني.
وفي الحادي عشر من مارس/آذار، استشهد نجم المنتخب الفلسطيني محمد بركات، هداف نادي خان يونس برصيد 114 هدفاً، في نفس البلدة بغارة إسرائيلية دمرت منزله.
وفي الحادي عشر من يونيو/حزيران، استشهد ماجد أبو مراحيل، عداء المسافات الطويلة وأول رياضي فلسطيني يتنافس في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1996 في أتلانتا، في مخيم النصيرات للاجئين بسبب نقص الأدوية اللازمة لعلاج الفشل الكلوي.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية نادر جيوسي إن “القائمة تطول” للشهداء الرياضيين.
ويقدر جيوسي بأن نحو 400 رياضي من غزة استشهدوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومثل ملعب اليرموك، دمر الجيش الإسرائيلي العديد من المنشآت الرياضية في قطاع غزة، دون أي مبرر أمني على الإطلاق.
“رمز التعاون العربي”
افتتح استاد اليرموك الذي كان عبارة عن ساحة تتسع لتسعة آلاف متفرج في عام 1952 عندما كان قطاع غزة خاضعا لإدارة مصر.
ويتذكر الفصيح: “لقد اعتبرها آباؤنا وأجدادنا رمزاً للتعاون العربي ودعم القضية الفلسطينية”.
وكان الملعب، الذي يعد أحد أقدم وأكبر الملاعب في فلسطين، بمثابة مكان “للانتصارات” و”التحديات” للأندية المحلية والفرق الوطنية، وكان يوفر متنفساً قصيراً للسكان المحاصرين منذ عام 2007.
المصدر: صحيفة Lemonde