معالجات اخبارية
أخر الأخبار

“جسور نيوز”.. تغطية بوجه عربي وخطاب إسرائيلي

تُواصل منصة “جسور نيوز” الإماراتية، التي تُعرّف نفسها كمنصة تحليلية مستقلة، بث محتوى إعلامي يركّز بشكل متكرر على انتقاد فصائل المقاومة في قطاع غزة، مع غياب واضح لتوثيق الانتهاكات العسكرية التي يتعرض لها المدنيون جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

ومن خلال تقارير مرئية ومحتوى تحليلي، تُركّز المنصة على ما تعتبره “أخطاء حماس” ومسؤولية فصائل المقاومة عن التصعيد، بينما تُغفل الإشارة إلى طبيعة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وما تخلّفه من آثار واسعة النطاق على المدنيين والبنية التحتية.

جسور نيوز والخطاب الإسرائيلي

وعند مراجعة محتوى المنصة خلال الأسابيع الأخيرة، يتضح أنها تركز على عرض وجهات نظرها وتحليلاتها السياسية الخاصة بالوضع الفلسطيني الداخلي، مع تحميل فصائل المقاومة مسؤولية التصعيد، متجاهلة العوامل الخارجية التي تؤثر على الأزمة في غزة، وتُعرض العمليات الإسرائيلية على أنها إجراءات أمنية مبررة.

ولا تتضمن التغطيات المصوّرة للمنصة مشاهد مباشرة من الميدان أو تقارير إنسانية تتعلق بالضحايا أو الظروف المعيشية داخل القطاع، كما لا تتناول مصادر محلية فلسطينية توثّق الانتهاكات التي تمسّ المدنيين، باستثناء إشارات مقتضبة عند الحديث عن “ثمن الحرب”.

وفي المقابل، تعتمد المنصة في بعض التقارير على محللين عرب ومصادر إسرائيلية لتفسير السياق الأمني والعسكري، مما يساهم في تعزيز حضور الرواية الإسرائيلية ضمن تحليل المشهد. كما تستعين أحيانًا بنشطاء مصنفين ضمن شبكة “أفيخاي”، الذين يدعمون وجهة النظر ذاتها.

اتجاهات التغطية ومصادرها

وتشير البيانات المتاحة على مواقع التواصل إلى أن محتوى “جسور نيوز” يحظى بتفاعل متفاوت، لكنه أقل بشكل واضح داخل الحسابات الفلسطينية مقارنة بمحتويات أخرى تتناول قضايا أكثر جذبًا للجمهور.

وتركّز المنصة بشكل رئيسي على تناول الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي، مع توجيه نقد مستمر لفصائل المقاومة، دون تقديم نقد موازٍ للجهات الإسرائيلية الرسمية أو العسكرية.

وتعتمد منصة “جسور نيوز” على تقارير تحليلية تُنتج خارج فلسطين، وتقدم محتواها بلهجة عربية فصيحة، لكنها تنقل بشكل واضح سرديات الإعلام الإسرائيلي وبياناته، مع تجاهل شبه كامل للمصادر المحلية التي تعكس الواقع الحقيقي في غزة.

وعلى الرغم من تقديم نفسها كمنصة مستقلة ومهنية، فإن مضمون التغطية يعكس توجهًا إعلاميًا يختزل الصراع الفلسطيني في إطار أمني ضيق، متجاهلًا الأبعاد الوطنية والتحررية للقضية، مما يساهم في تشويه صورة المقاومة وتقليل أهمية الممارسات الاحتلالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى