تعيش مدينة جنين ومخيمها حالة من التصعيد غير المسبوق، حيث تشن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حملة متواصلة تستهدف المقاومين والأهالي، بالتزامن مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وهذه الحملة، التي شملت اعتقالات وتنكيلًا، أثارت غضبًا شعبيًا واسعًا، وأكدت أن مخيم جنين لا يزال في طليعة المقاومة رغم كل المحاولات لإضعافه.
اعتقالات وتنكيل غير مسبوق
وبدأت حملة أجهزة السلطة باعتقال المطاردين يزن حنون وعبود الناطور من كتيبة جنين بعد محاصرتهم داخل منزل وإطلاق النار عليهم، وسط غموض حول مصيرهم.
ولم تكتف السلطة بذلك، بل طالت اعتقالاتها أهالي الشهداء، مثل مصطفى القنيري وأحد أفراد عائلة العزمي، في خطوة وصفها الأهالي بأنها انتقامية وغير إنسانية.
كما أظهرت مقاطع مصورة نشرها موالون للسلطة مشاهد صادمة للمقاومين وهم يتعرضون للتعذيب والإهانة، حيث أجبروا على أكل التراب وأظهرت أجسادهم مغطاة بالطين، في محاولة للنيل من صورة المقاومة.
خنق المخيم لإضعاف الصمود
وفرضت أجهزة أمن السلطة حصارًا خانقًا على مخيم جنين، ما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية فيه.
وشمل الحصار قطع الماء والكهرباء ومنع الأهالي من الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية.
كما انتشرت القناصة على أسطح المباني المحيطة بالمخيم لاستهداف المقاومين، ما زاد من معاناة السكان وأكد وجود تنسيق أمني واضح مع الاحتلال.
صمود رغم الإنهاك
ورغم حالة الحصار والتنكيل، أثبت المقاومون قدرتهم على التصدي للاحتلال خلال محاولاته اجتياح المخيم.
وبحسب مصادر محلية، تمكن المقاومون من إيقاع خسائر مؤكدة في صفوف جيش الاحتلال، ما عكس إرادة صلبة في مواجهة العدوان المزدوج.
وأثارت ممارسات أجهزة السلطة غضبًا شعبيًا واسعًا، حيث وصف محمد طوالبة، عضو لجنة الإصلاح في جنين، التنكيل بالمقاومين ونشر صورهم بأنه تصرف غير وطني وغير أخلاقي.
كما شهدت بلدة قباطية حادثة طرد محافظ جنين كمال أبو الرب من بيت عزاء الشهيدين منفذي عملية الفندق البطولية، في رسالة واضحة برفض الشعب لهذه السياسات.
ووسط هذه الظروف الصعبة، يظل مخيم جنين رمزًا للصمود في وجه الاحتلال وأعوانه.
انتهاكات حقوق المعتقلين
ودعت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان السلطة الفلسطينية إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف في جريمة اعتقال مواطنين وتعريضهم لمعاملة مهينة ونشر صورهم بالضفة الغربية.
وأكدت الهيئة ضرورة احترام الإجراءات القانونية وضمان كرامة الموقوفين، داعية إلى محاسبة المتورطين في انتهاك حقوق المواطنين.
وأوضحت الهيئة أنها زارت موقوفين في إطار الحملة الأمنية بجنين، وستواصل متابعة أوضاعهم وظروف توقيفهم، مع تقديم شكاوى للنيابة العسكرية بشأن إساءة المعاملة.
كما دعت الجهات المعنية للتعاون لضمان بيئة آمنة تحترم القانون الفلسطيني والتزامات فلسطين الدولية.