يواصل محمود الهباش، المستشار الديني لرئيس السلطة الفلسطينية، هجومه على المقاومة الفلسطينية، لا سيما حركة حماس، في ظل فشل الحرب الإسرائيلية في القضاء عليها وتبخر آمال قيادات السلطة بالعودة إلى غزة عبر تدخل عسكري إسرائيلي.
وفي مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الإماراتية، قال الهباش “حماس فشلت في الحكم على مدار 17 عامًا، وعليها أن تسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة.”
وأضاف أن إسرائيل دعمت بقاء حماس في الحكم لضمان استمرار الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن هناك أطرافًا عربية ودولية ساعدت حماس في ذلك بناءً على طلب أمريكي وإسرائيلي.
عودة السلطة
في تصريحاته، حاول الهباش تبرير رغبة السلطة في استعادة السيطرة على غزة، مدعيًا أن هناك تأييدًا شعبيًا لهذه الفكرة، وأن السلطة الفلسطينية هي الحل الوحيد لاستعادة الأمن في القطاع.
وقال: “الحل الوحيد في غزة هو أن تتولى السلطة مسؤولياتها بالكامل، ولا يوجد أي بديل منطقي أو واقعي لذلك.”
كما هاجم الهباش حكومة بنيامين نتنياهو، زاعمًا أن كلاً من إسرائيل وحركة حماس لا تريدان عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
وقف إطلاق النار في غزة
في موقف أثار جدلاً واسعًا، وصف الهباش اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه “سخيف وتافه”، مضيفًا أن الاتفاق “لا يساوي الحبر الذي كتب به.”
تصريحات الهباش تعكس استياء السلطة الفلسطينية من انتهاء العدوان على غزة دون تحقيق مكاسب سياسية لصالحها، وهو ما يتناقض مع المزاعم بشأن الحرص على حماية الفلسطينيين وإعادة الأمن للقطاع.
التحريض والتنسيق الأمني
ومن جانبه، يستمر محمد اللحام، عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، في التحريض العلني ضد المقاومة الفلسطينية والإعلام المستقل، مستخدمًا منصاته الإعلامية لتبرير جرائم الاحتلال والترويج لمواقف السلطة الفلسطينية.
ويُعرف اللحام بأنه أحد الشخصيات المقربة من رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، الذي استخدمه كأداة إعلامية لتمرير رسائل الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد المعارضين والمنتقدين.
تبرير جرائم الاحتلال
وفي أحدث تحركاته، شن اللحام حملة هجوم ضد قناة الجزيرة، متهمًا إياها بـ”كشف المقاومين”، وذلك بعد بثها تحقيقًا استقصائيًا في برنامج “ما خفي أعظم”، الذي تناول دور أجهزة أمن السلطة في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.
ووجه اللحام اتهامات للقناة ومراسلها تامر المسحال، زاعمًا أنها تكشف معلومات عن المقاومة، رغم التزامها بالتغطية المهنية وعدم نشر أي تفاصيل يمكن أن تعرض المقاومين للخطر.
كما حاول اللحام تبرير جريمة الاحتلال في طمون بطوباس عبر تحميل الجزيرة مسؤولية ما حدث، متجاهلًا دور أجهزة الأمن الفلسطينية في ملاحقة المقاومين واعتقالهم.
المخابرات الإسرائيلية
في واقعة سابقة، ظهر اللحام في مقابلة مشبوهة مع شخص ادعى أنه “قائد كتائب الأقصى”، حيث استعرض تفاصيل حياته الشخصية ومعلومات حساسة، ما أثار الشكوك حول دوره في التعاون مع المخابرات الإسرائيلية.
ورغم ذلك، يستمر اللحام في مهاجمة وسائل الإعلام المستقلة التي تفضح دور السلطة في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، متهمًا الإعلام المعارض بأنه يعمل على “كشف المقاومين وتسليمهم للاحتلال”.