انتقد الخبير السياسي والأمني يوسف الشرقاوي غياب منظمة التحرير الفلسطينية عن العديد من القضايا الوطنية المهمة، مشيرًا إلى أن المنظمة تبدو وكأنها محايدة في ظل الأزمات الراهنة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وتساءل الشرقاوي لماذا لم تتخذ المنظمة موقفًا حاسمًا تجاه حظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الذي فرضته سلطات الاحتلال في شمالي الضفة الغربية، أو إزاء العدوان على غزة الذي أسفر عن قتل وتهجير آلاف الفلسطينيين.
كما استنكر غياب الاجتماعات العاجلة للمجلس الوطني الفلسطيني لمناقشة هذه القضايا المصيرية، خاصة في ظل سياسة الاحتلال التي تسعى إلى إلغاء مؤسسات الشعب الفلسطيني.
ضعف القيادة الفلسطينية
وأشار الشرقاوي إلى أن المنظمة لم تتخذ خطوات ملموسة لمواجهة الهجوم المستمر على اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا أن هذا التأخير يشير إلى ضعف في القيادة والقدرة على التفاعل مع الواقع الحالي.
واعتبر أن المنظمة بحاجة إلى إعادة تقييم لمواقفها وطريقة إدارتها، مشددًا على أن القرارات التي تتخذها اليوم لا تتسم بالاستراتيجية الواضحة أو الفعالية.
غياب مواقف منظمة التحرير
وفي السياق ذاته، انتقد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا غياب مواقف منظمة التحرير الفلسطينية في التعامل مع القضايا الحاسمة مثل العدوان الإسرائيلي على غزة أو تصعيد الاستيطان في الضفة الغربية.
وأكد أن مواقف المنظمة كانت في الغالب عامة وغير حاسمة، في حين كانت الحكومة الفلسطينية في بعض الأحيان تشارك في ممارسات أدت إلى إضعاف مقاومة الفلسطينيين.
وأضاف القرا أن الهيمنة الشديدة لحركة فتح على قرارات المنظمة جعلت باقي الفصائل الفلسطينية تفتقد إلى التأثير الفعلي في الساحة السياسية.
فرض السيطرة على الضفة الغربية
ومن جانبه، ذكر الكاتب السياسي عمر جعارة أن إسرائيل تسعى إلى إضعاف السلطة الفلسطينية بشكل تدريجي، من خلال إجراءات متعددة مثل فرض حصار مالي عبر اقتطاع أموال الضرائب الفلسطينية، أو عرقلة تحركات السلطة دوليًا.
وأوضح جعارة أن هذه الإجراءات تشير إلى نية الاحتلال لتفكيك السلطة الفلسطينية تمامًا، مما يفتح المجال لفرض سيطرة إسرائيلية مباشرة على الضفة الغربية.
وفي السياق، أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن العدوان الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية يضع السلطة الفلسطينية في موقف ضعيف، حيث لا يخشى نتنياهو من رام الله أو أي مكان آخر.
وشدد البرغوثي شدد على أن تصرفات الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى القضاء على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
دور منظمة التحرير الفلسطينية
وفي الختام، دعا الخبراء والمحللون إلى ضرورة إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لتكون قادرة على مواجهة التحديات الراهنة.
وأكدوا على أهمية اتخاذ موقف واضح ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تكثيف الحملات الدبلوماسية والشعبية لدعم غزة والضفة الغربية، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.
كما شددوا على ضرورة استعادة وحدة الفصائل الفلسطينية وإشراكها في اتخاذ القرارات المصيرية التي تؤثر في مستقبل الشعب الفلسطيني.
