حسن إصليح.. صحفي دمه في رقبة “شبكة افيخاي”

حتى بعد إصابته، ظل الصحفي حسن اصليح هدفًا للتحريض المستمر من لجان حركة فتح الإعلامية وذبابها الإلكتروني حتى قاد هجومها جيش الاحتلال لاغتياله وهو يرقد على سرير مستشفى ناصر في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
فقد كان للجان الإعلامية لحركة فتح وذبابها الإلكتروني المساهمة الأبرز بتقديم المعلومات والافتراءات للمحتل عن إصليح والتحريض عليه بأنه ينتمي لحركة حماس.
وتسببت حملة فتح باستهداف إصليح من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الثلاثاء، ما نتج عنه استشهاده بعد 35 يومًا من إصابته بجروح متوسطة، واستشهاد وإصابة عدد آخر من الصحفيين.
حملة تحريض فتح
المدعو مصطفى عصفور كان من أبرز المحرضين ضد إصليح الذي نشر على حسابه في تويتر: “نبدأ حملة فضح الصحفيين والمؤثرين الذين تخاذلوا في نقل صوت شعبهم داخل غزة، الرافض لحكم مليشيا حماس، أولهم الصحفي المتخاذل حسن اصليح الذي حاول التلاعب بحقيقة المظاهرات”.
وأثار تحريض فتح موجة غضب في الشارع الفلسطيني الذي اعتبر أن هذه الحملات الإعلامية تساهم في قتل الصحفيين الفلسطينيين.
الناشط علاء شعت غرد بمنصة “إكس”: “كتير من الصحفيين يلي استشهدوا حرضت عليهم حسابات هنا محسوبة على فتح، كتير منهم بالمعنى الحرفي، إسماعيل الغول وحسام شبات وإيمان الشنطي وغيرهم من الصحفيين”.
وأضاف: “تم التحريض عليهم لانتمائهم الحزبي وشرعوا استهدافهم من الجيش الإسرائيلي نكاية في حماس، تخيلوا إنهم حللوا قتل حسام شبات بنشر اسمه على إنه مقاوم، بذات رواية الجيش الإسرائيلي، وكما فعلوا في إسماعيل الغول، انحطاط وعمالة ما لها أي مستوى”.
وتفاعلت وسائل الإعلام الإسرائيلية حول استهداف إصليح، ونقل الصحفي تامر المسحال من قناة الجزيرة منشورات لها حول استهداف الصحفيين الفلسطينيين، ما أثار حالة انتشاء لدى الاحتلال بسبب إصابة اصليح.
وهذا التناغم الإعلامي بين بعض الأطراف الفلسطينية والمحتل الإسرائيلي أصبح مثار انتقاد واسع.
شبكة افيخاي
يشار إلى أن أفخياي أدرعي الناطق باسم جيش الاحتلال، يعيد نشر ما ينشره ذلك الذباب الإلكتروني، في خطوة أكدت تكامل المهام بين الناطق باسم جيش الاحتلال والذباب، ليقول للعالم إن بينهم من يؤكد معلوماتنا بشأن الأهداف.
الكاتب السياسي إياد القرا كشف عن أن هناك حملة منسقة للنيل من الشهداء والمقاومة في قطاع غزة يقودها الناطق بلسان جيش الاحتلال افيخاي ادرعي.
وكتب القرا في تدوينة أن “شباب أدرعي يقومون بما هو انحطاط وطني، وبلا خطوط حمراء، بعضهم تجرد من أدنى القيم، لينال من زوجات وأبناء المقـاومين”، مشيرا إلى أن بعضهم وبينهم صفحة تتبع لجهة رسمية تعطي معلومات للاحتلال عن أشخاص أو مواقع استهدفها جيش الاحتلال.
الحقوقي صلاح موسى قال إن الانتقاد والتصريحات السلبية لا تبرر الهجوم على حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتبر هذه المعركة وجودية.
وأكد أن الهجوم على حماس الآن ليس الحل، ولا يمكن المساواة بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في أي وقت.
وأضاف موسى أن هذا التحريض ضد حماس يأتي في وقت حسّاس، مع قيام إسرائيل بتخريب أي اتفاقات مع الفلسطينيين بدعم أمريكي، في حين أن الهجوم على حماس لا يؤدي إلى تغيير مواقف الاحتلال، بل يزيد من التوتر الداخلي الفلسطيني.
وطرح موسى تساؤلات حيوية عن ما سيحدث إذا وافقت حماس على التسوية السياسية، مشيرًا إلى أن القتال ضد الاحتلال يجب أن يكون محورًا أساسيًا، بغض النظر عن الاختلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية.
وتساءل: “هل الهجوم على حماس سيؤدي إلى تغيير موقف إسرائيل، أم أننا سنظل تحت رحمة الاحتلال؟”.