خطة ترامب لغزة تواجه انتقادات حادة.. فوضى محتملة وتعدد سلطات

أفاد الكاتب السياسي إبراهيم نوار أن مسودة قرار مجلس الأمن بشأن مستقبل غزة ترسم أربعة مبادئ حاكمة عدم التهجير، وعدم الاحتلال، وعدم الضم، وتسليم السلطة للفلسطينيين عبر ثلاث مراحل انتقالية.
وقال إن الخطة، المستندة إلى “خطة ترامب” والمقترح السعودي–الفرنسي، تبدأ بـ”مجلس سلام” يرأسه ترامب وهيئة تكنوقراط فلسطينية، ثم نقل السلطة لمنظمة التحرير بعد برنامج إصلاحي ونزع سلاح حماس، وصولاً إلى حكومة منتخبة في قطاع منزوع السلاح.
وأضاف أن الخطة تقترح قوة استقرار دولية بتفويض واسع لمدة عامين، مع إدارة أممية للمساعدات وإعمار يقوده مؤسسات دولية بميزانية ضخمة، مشيراً إلى أن هناك محاولة أميركية واضحة لتحييد الدور الإسرائيلي المباشر في إدارة غزة مع الإبقاء على مصالحه الأمنية والاقتصادية.
خطة ترامب وغزة
ومن جهته، رأى الكاتب السياسي هاني المصري أن المرحلة التالية من «خطة ترامب» تتهاوى، وقال إن شروط إسرائيل وخرق وقف النار يفرغان الخطة من مضمونها.
وأضاف أن “قوة الاستقرار” ونزع السلاح قبل أو مع انسحاب جزئي تشكل وصفة للفوضى وتعدد السلطات، وأن “مجلس السلام” بلا سقف يكرّس وصاية استعمارية ويربط الإعمار بالتجريد السياسي.
وأوضح أن الاحتمال الأرجح هو تسوية هشّة، بينما البديل الواقعي يكمن في توافق وطني ديمقراطي يعيد بناء النظام السياسي على أساس الشراكة والكفاح.
وفي تعليق من الكاتب السياسي حسن أبو طالب، قال إن “قوة الاستقرار في غزة” بصيغة أميركية خارج مظلة الأمم المتحدة تشكل فخاً سياسياً يعيد إنتاج الانتداب، وأضاف أن الخطة تتضمن نزع سلاح، و”فيتو” إسرائيلي على المشاركين، وحق عمل عسكري منفرد، مع تراجع عن انسحاب مزعوم.
وأكد أن الخطة تقسم القطاع بين شرق مُعمَّر تحت الهيمنة وغرب مُهمَل لإخضاع السكان، وأن الانحياز الأعمى لإسرائيل قد يصطدم بتغير مزاج الأجيال في أميركا ويقوّض نجاحها.
إدارة قطاع غزة
وكان قد أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة لا تتطلع لإدارة قطاع غزة، وأن الاتفاق يقوم على تسليم إدارته إلى جهة فلسطينية مدنية.
وقال روبيو، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، إن “الإسرائيليين لا يريدون أن يحكموا غزة، ونحن لا نريد أن نحكم غزة”، مشيراً إلى أن بناء القدرات المحلية يتطلب وقتاً.
وأضاف أن نشر قوة أمنية دولية متعددة الجنسيات أمر حاسم لتأمين دخول المساعدات وتهميش حركة حماس بحسب وصفه، معرباً عن تفاؤله بإصدار مجلس الأمن قراراً يدعم هذه القوة قريباً.
وأوضح أن الهدف يتمثل في “تحقيق الأمن اللازم لإعادة التنمية وتحسين الأوضاع الإنسانية”، مؤكداً على أهمية التوازن بين مصالح الدول المشاركة في الإشراف على القطاع دون إدارة مباشرة من أي طرف خارجي.





