هديل عويس تجمع معلومات عن الصحفيين باسم “جسور نيوز”

أثار منشور للصحفية هديل عويس، المديرة التنفيذية لمنصة جسور نيوز، موجة من التساؤلات بين الصحفيين، بعد دعوتها الراغبين بالانضمام إلى الفريق لإرسال سيرهم الذاتية وأعمالهم السابقة عبر البريد الإلكتروني الخاص بالمؤسسة.
واعتُبر هذا المنشور خطوة مشبوهة لجمع معلومات عن الصحفيين تحت غطاء فرص العمل، خاصة في ظل الجدل الواسع حول طبيعة عمل المنصة وتمويلها وأهدافها السياسية والإعلامية.
من هي هديل عويس؟
وُلدت هديل عويس عام 1993، وبدأت نشاطها الإعلامي في مرحلة مبكرة قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة، حيث استقرت وبدأت مسيرتها في مؤسسات بحثية وإعلامية.
وتعمل عويس كباحثة في مشروع “فيلوس” (Philos Project)، وهو مركز دراسات أمريكي يركّز على الشرق الأوسط ويُعرف بتوجهاته القريبة من الدوائر الداعمة لـ”إسرائيل”.
كما قدمت تحليلات سياسية لقنوات عربية ودولية، ونشرت تقارير عن اليهود الشرقيين (السفارديم والمزراحيم) عبر منصة JIMENA التي تهتم بتعزيز صورة إسرائيل لدى المجتمعات العربية.
وبدأت عويس مسيرتها في الإعلام العربي عبر صحيفة الرياض السعودية، وشاركت بمدونات وتحليلات في موقع الجزيرة نت، قبل أن تتحول تدريجيًا إلى الظهور في وسائل إعلام غربية وإسرائيلية، مقدّمةً نفسها بوصفها صوتاً “عربياً معتدلاً” يدعو إلى الحوار مع إسرائيل.
منصة جسور نيوز
وتترأس عويس اليوم منصة “جسور نيوز” التي تتلقى وفق تقارير إعلامية، تمويلاً من جهات مرتبطة بدوائر ضغط إماراتية وغربية، وتركّز على استهداف الجمهور العربي بخطابٍ يقوم على “بناء جسور الحوار والتفاهم”.
لكن خلف هذا الشعار، تكشف متابعات عديدة عن دور المنصة في ترويج التطبيع الإعلامي، وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، والتقليل من الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وتعتمد المنصة على تمويل ناشطين ومدونين عرب، لا سيما من لبنان وسوريا، مقابل نشر محتوى متعاطف مع إسرائيل، وإبراز ما تسميه “نموذجها الديمقراطي والتكنولوجي”، في إطار ما يُعرف بـ”الحرب الناعمة” التي تسعى إلى تغيير الوعي العربي تدريجيًا عبر الإعلام والثقافة الرقمية.
كما تستغل المنصة الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الصحفيون الشباب في المنطقة، لتجنيدهم أو جمع بياناتهم تحت غطاء التعاون الإعلامي أو فرص التدريب والعمل، ما يجعل منشور هديل عويس الأخير حول التوظيف في “جسور نيوز” موضع ريبة حقيقية.
تحذير من التعامل مع المنصة
وفي ظل هذه المعطيات، كانت هيئة منتدى الإعلاميين الفلسطينيين قد حذّرت في وقت سابق الصحفيين من التعامل مع منصة “جسور نيوز” أو القائمين عليها، نظراً لطبيعة عملها المشبوهة وعلاقاتها غير الشفافة بجهات إسرائيلية وغربية.
ودعا المنتدى حينها الصحفيين الفلسطينيين إلى التحقق من أي جهة تطلب بياناتهم، مشيراً إلى أن بعض المنصات “تتخذ من شعارات السلام والتواصل جسراً لاختراق المجتمعات العربية والإعلام”.
وبينما تواصل هديل عويس ومنصتها الترويج لأنفسهما كمنبرٍ للحوار والانفتاح، تتكشّف خلف الصورة أجندة أكثر خطورة، تستهدف تشويه الوعي العربي وتطبيع العلاقات مع الاحتلال عبر الإعلام الناعم والأساليب غير المباشرة.





