معالجات اخبارية
أخر الأخبار

علي الشريم يقود محاولة قمع مسيرة رام الله المناصرة لغزة

في مشهد يُلخص حجم الانحطاط السياسي والتواطؤ، أقدمت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، مساء السبت، على قمع مظاهرة جماهيرية في نابلس خرجت دعمًا لغزة، ورفضًا لجريمة التجويع التي يتعرض لها أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في القطاع منذ شهور.

والمتظاهرون الذين جابوا شوارع نابلس وهتفوا لغزة وصمودها، فوجئوا بهجوم من الأجهزة الأمنية استخدمت فيه الهراوات وقنابل الغاز واعتقلت عدداً من المشاركين.

وحدث ذلك في الوقت الذي يموت فيه الأطفال جوعاً، وتُرتكب المجازر يوميًا، ويُمنع وصول الطحين والماء والدواء.

علي الشريم الواجهة المدنية لأجندة أمنية

وتزامنًا مع قمع نابلس، حاول علي الشريم، الهارب من غزة والمقرّب من الأجهزة الأمنية، تخريب مسيرة تضامنية في رام الله.

وتأتي تحركاته ضمن سلسلة من محاولات التشويش على أي حراك شعبي يخرج دعمًا لغزة، أو يطالب برفع الحصار ووقف المجاعة والإبادة.

والشريم لا يتحرك بشكل فردي، بل ضمن دور منظّم يخدم أجندة السلطة الأمنية، عبر مهاجمة المقاومة، والتشكيك في تضحيات الشعب الفلسطيني، والترويج لخطاب متماهي مع الإعلام العبري.

علي الشريم وشبكة افيخاي

ومنشورات الشريم وتحركاته تعبّر عن حملة ممنهجة هدفها تشويه صورة المقاومة، وتحميلها مسؤولية الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في غزة، في انسجام كامل مع تصريحات أفيخاي أدرعي ومتحدثي الجيش الإسرائيلي.

وهو لا يهاجم الاحتلال، بل يسعى إلى حرف الأنظار نحو غزة وسكانها المحاصرين، في محاولة لتبرير القمع المستمر الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في الضفة بحق كل من يرفع صوته لنصرة غزة.

نابلس تُقمع ورام الله تُخترق

ويتصاعد أداء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية على خطين متوازيين القمع الأمني المباشر والتشويه الإعلامي المنظم. أدوات باتت مكشوفة، هدفها إسكات كل صوت يرفض الصمت على المجازر أو يدعو لإسناد غزة المحاصرة.

ووسط هذا المشهد، يبرز علي الشريم، أحد الوجوه التي توظفها السلطة علنًا في عمليات التحريض والتشويه ضد المقاومة، مستغلًا منابر إعلامية لبث خطاب تخويني، يحمّل المقاومة مسؤولية المجازر، ويُحرف وجهة الغضب الشعبي بعيدًا عن الاحتلال.

وفي الوقت الذي يتضور فيه الأطفال جوعًا في غزة، تواصل قيادة السلطة توجيه سهامها نحو المقاومة، وتهاجم الأصوات الحرة في الضفة، وتمنح الاحتلال فرصة للتمدد دون كلفة.

وما يجري لم يعد مجرد سلوك فردي، بل منظومة متكاملة تستخدم أذرعها الأمنية ووجوهها الإعلامية – من أمثال الشريم – لطمس أي مظهر من مظاهر التضامن الشعبي مع غزة، خاصة مع تفاقم المجاعة وازدياد الغضب الشعبي في الضفة.

والخذلان هنا لم يكن لحظة، بل خيار سياسي اتخذته السلطة منذ اليوم الأول للعدوان، واختارت فيه الانفصال التام عن نبض الناس، والعمل كجهاز منفصل عن آلام الفلسطينيين وآمالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى