تحليلات واراء

صراع فتح في لبنان يحتدم: بحر من الغسيل القذر.. فساد ودعارة وشراء ولاءات

مجددًا، عاد التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بين قيادة حركة فتح في ساحة لبنان وكوادرها الملتزمين على خلفية اللجنة التي شكلها رئيس السلطة الفلسطينية رئيس حركة فتح لما قال إنه “معركة تصحيح المسار التنظيمي في الساحة اللبنانية”.

ونشر الطرفان في بيانات منفصلة الغسيل القذر الذي تمارسه فتح في لبنان من فساد ودعارة ومخدرات ورأيهما في طريقة تصحيح كل ما يجري الدولة اللبنانية.

وكان عباس اضطر إلى تشكيل لجنة تنظيمية عقب فشله بتنفيذ خطة نزع سلاح المخيمات في لبنان حتى بصفوف حركته وهو ما اثار غضبه ودفعه لإعفاء أشرف دبور من مهامه استجابة لضغوط إسرائيلية وأمريكية وسعودية.

وقال بيان كوادر فتح إنه في الوقت الذي تخوض فيه فتح معركة تصحيح المسار التنظيمي بالساحة اللبنانية، وتبدأ فيها خطوات جريئة لتطهير صفوفها من الفساد والمصالح والشلليات، فوجئنا بموقف علني صادر عن الأخ سرحان سرحان، نائب أمين سر الإقليم، يعترض فيه على قرارات القيادة وعلى اللجنة التنظيمية الموفدة من الرئيس عباس، والتي أوكلت إليها مهمة إصلاح أوضاع الحركة في المخيمات

فساد حركة فتح

وأعلنت الكوادر في بيان رفضها القاطع للاعتراض العلني، الذي يُعد خرقًا للأصول التنظيمية، وتجاوزًا للأطر، وتشكيكًا بالقيادة وباللجنة المكلفة من أعلى مرجعية فتحاوية، وهو سلوك لا يليق بمن يتبوأ موقعًا قياديًا في الحركة.

وذكرت أن توقيت الاعتراض، وشكله، ومضمونه، يدفعنا للتساؤل المشروع: هل الاعتراض على اللجنة لأنها تهدد امتيازات متنفذين حولوا فتح إلى دكاكين خاصة ومزارع عائلية.

ووجهت رسالة للرأي العام الفتحاوي: “نقول بوضوح، وبالأسماء والمعطيات أحد القياديين الكبار تجاوز الثمانين عامًا، ما يزال على رأس عمله، ويتقاضى مخصصات عالية، ويملك شقتين. واحدة في الهلالية وأخرى في تعمير الحارة، مع 3 سيارات، بينما أبناؤه على كشوفات الحركة ويتقاضون موازنات شهرية دون مهمة تنظيمية”.

وقال البيان إن قياديون يقطنون في الجناح والروشة بشقق فاخرة، ويملكون سيارات رباعية حديثة، فيما مناضلون أفنوا أعمارهم بالحركة لا يجدون ثمن دواء، وقد قُطعت عنهم المخصصات لأسباب انتقامية أو كيدية.

فضائح حركة فتح

وكشف البيان عن أن مسؤول اللجان الشعبية مكلف بـ3 مهام بوقت واحد، وكأن فتح خلت من الكوادر، بينما تتراكم ملفات الفشل والإهمال في متابعة قضايا اللاجئين.

أما مسؤولو الضمان الصحي يصرفون التغطيات “بالمزاج” وبالولاءات، لا وفق الحاجة أو الاستحقاق، والنائب لمسؤول الضمان له مهمة اخرى وهي قنصل في السفارة في بيروت.

وأوضح البيان أن المكتب الحركي للمرأة تسيطر عليه شخصية تجمع الموازنات لصالحها وصالح زوجها، وكأن فتح مزرعة عائلية لا مؤسسة وطنية.

وذكر أن الإعلام الفتحاوي في لبنان بلا لون ولا طعم، وقد كُلّف به شخص تدور حوله شبهات مالية وأخلاقية.

أما أمن التنظيم فتحوّل إلى مكتب للوشاية، يعتمد على تقارير من عناصر ساقطة أمنيًا وأخلاقيًا لتشويه صورة الكوادر الشريفة. وفق البيان.

وقال إن “المليشيا التنظيمية” باتت خافتة الصوت، صامتة الحركة، بعدما تمت تسوية أوضاع بعض قادتها بشقق وسيارات وموازنات.

وأكد البيان أن اللجنة الموفدة من القيادة ليست خصمًا لأحد، بل طوق نجاة للحركة من هذا التدهور، ومساعيها بإعادة الهيبة والعدالة والشفافية تستحق الدعم لا العرقلة. ومن هنا نفهم الاعتراض: لأنه يهدد منظومة الامتيازات الشخصية التي بنيت على حساب تضحيات الكوادر.

دعارة داخل حركة فتح

وأكمل البيان: “نعلن نحن أبناء فتح الحقيقيين دعمنا المطلق للجنة التنظيمية الموفدة من الرئيس عباس ورفضنا لأي تمرد تنظيمي أو خطاب علني يُضعف الحركة ويشكك بخياراتها.

وشدد على المطالبة محاسبة كل من تجرأ على التنظيم وتطاول على شرعية القرار الحركي وتمسكنا بفتح الثورة لا فتح المصالح، بفتح المناضلين لا فتح المتنفذين.

وختم: “فتح لا تختنق بأصوات الإصلاح، بل بالفساد والتمرد والتشكيك.. فتح لا تموت بموقف، بل تحيا بالإرادة والانضباط والتجديد”.

نائب أمين سر حركة فتح بإقليم لبنان سرحان سرحان نشر بيانا يرد فيه على بيان كوادر فتح “الملتزمين” في الساحة اللبنانية.

جرائم حركة فتح

وقال سرحان: “لقد قرأت بيانًا مهزوزًا صادرًا عمّن سمّوا أنفسهم كوادر فتح الملتزمين”، وهو بيان لا يخجل من تبني لغة التخوين بدل النقاش، والتهجم بدل النقد، والتغطية على العفن التنظيمي بدل مواجهته”.

وقال إن ما سميتموه بـ”الاعتراض العلني” على قرارات اللجنة، هو حقّ وواجب، لا خيانة ولا تمرد والصمت عن الخطأ مشاركة فيه وإذا كان قول الحقيقة اليوم يُعد “خرقًا للأصول”، فاعلموا أن أصولكم ماتت تحت ركام الموازنات، وشقق الروشة، ومزارع الهلالية.

وبين أنه من المضحك المبكي أنكم تحاولون شيطنة من يعترض، وتنسجون حوله شبهات، بينما البيان نفسه يفضح أنكم تعيشون في بحر من الفساد.

وأشار سرحات إلى أن أبناء قيادات على كشوفات الحركة بلا مهام مع سيارات، زشقق، ومهمات وهمية.

وذكر أن موازنات تُصرف حسب الولاء؟.. أليست هذه كافية لإعلان النفير التنظيمي لا للسكوت والتطبيل؟.. إن لم يكن هذا سببًا للاعتراض، فمتى نعترض؟ بعد أن تتحول فتح إلى شركة أمن خاصة؟.

وعن اللجنة الموفدة، قال سرحان: “أهلاً بها إن كانت تُصلح لا تُبيّض، إن كانت تُحاسب لا تُصفّي، إن كانت تعمل بعين على الشهداء لا على الواصلين من رام الله لجمع الولاءات”..

أما أن تتحول اللجنة إلى أداة لتصفية الحسابات، وتثبيت أصحاب الصفقات، فهذا انقلاب على فتح، لا إصلاح لها.

وأشار إلى أن فتح لم تُبْنَ على بيانات التخوين، بل على حوار الرفاق واختلاف الأحرار.. أنتم تضعفون فتح، لا أنا. وتطعنون في ظهرها بحماية الفاسدين، لا أنا.. وتحرقون ما تبقى من صدقية الناس بالحركة، لا أنا.

وبين سرحان: “إذا كانت مشكلتكم أنني رفعت صوتي، فمشكلتي أنكم خفضتم رؤوسكم أمام منظومة تُذل الناس، وتقتل فيهم الحلم.. أنا مع فتح الثورة، لا فتح الشقة والسيارة.. أنا مع المحرومين، لا مع المحظيين.. أنا مع إصلاح حقيقي يبدأ من الرأس، لا إصلاح وهمي يبدأ من الضحية”.

وختم: “بيانكم لا يرعبني. تهديداتكم لا تسكتني.. إذا كانت فتح تضيق بمن يقول “لا”، فهذه ليست فتح التي عرفناها. وإذا كانت الساحة لا تتسع إلا للمصفقين، فأنتم تصنعون نهايتها بأيديكم. أقولها بوضوح: لن أسكت.. ولن أكون شاهد زور.. وسأبقى أقاتل، حتى تستعيد فتح اسمها، لا لقبها فقط”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى