قيادي بالحركة يعترف: فتح في أحط مراحل مسيرتها الوطنية

اعترف القيادي في حركة فتح فهمي الزعارير إن حركته تمر في أحط مراحل مسيرتها الوطنية ولا زالت بعد 60 سنة من تأسيسها “عند النقطة صفر”.
وقال زعارير في مقال لاذع انتقد فيه قيادة السلطة وفتح: “بعد 60 عاما على انطلاق الحركة، نجد أنفسنا ما دون خط البداية، وأحد لا يتجرأ ويعلن تحمل المسؤولية، بل رُبما يتملك الطبقات السياسية المختلفة رغبة بتحميل المسؤولية للشعب، والثابت أننا في أحط مراحل مسيرتنا الوطنية، فلا نحن نجحنا في ثورة المستحيل، ولا نجحنا في بناء مؤسسات سلطة وطنية تنقلنا من الاحتلال للاستقلال، وبينهما لم ننجح أصلاً في بناء الفصائل والأحزاب وفق قوانين الثورة ولا قوانين الدولة، فبتنا حالة هجينة تنزع للأحزاب والأنظمة الشمولية العربية، في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بعدما تركتها رغبةً أو عنوةً.
وأضاف: “نحن الآن بمواجهة مصيرنا، وندير مصير قضيتنا بذات الطرائق السابقة وبذات الوجوه السابقة، صحيح أن الخيول لا تُستبدل في المعركة، ويتبع في الصحة والدقة، أنه ليس كل الخيول تنفع في كل معركة، إذ هنالك، خيول الحرب وخيول للزينة، هناك خيول للسباقات وأخرى لسباق الحواجز، وهنا خيول الحراثة وأخرى لجر العربات، أما أن تكون ذات الخيول لكل هذه المهام، فهذه وصفات الفشل، قصداً أو قصراً.
وبين أن “هذه الحرب ستنتهي، وسنجد أنفسنا أمام مواجهة تاريخية، هل يُمكن الحيلولة دون التهجير، هل يمكننا استعادة الروابط الاجتماعية والوطنية، هل يمكن اعادة البناء والاعمار، هل سنثبت الكيان السياسي على حساب الكيانات المدنية الأمنية الادارية المتقطعة الأوصال، هل يمكن استعادة الوحدة الوطنية الواجبة، هل يمكن الاتفاق على الحد الادنى لتحصين وحدتنا الوطنية”.
ودعا زعارير إلى التوافق على خطة انقاذ، نتوحد جميعاً علنا نستطيع، ومن واجبنا أن ندرك، أن أي توافقات يجب أن تكون متصلة متوافقة مع عمقنا العربي، كشريك مصيري لنا، ولا نتحسس من نصائح ومشورة أصدقائنا في العالم، الذين حملوا التضامن مع شعبنا وقضيته، في مظاهرات ومشاهد خالده، فالعالم يتغير ويدخل مرحلة جديدة، وعلينا أن نمتلك القدرة الكافية والجرأة التامة، لنكون جزءاً منظماً فيه، ونحن مكون أصيل فيه كأفراد وجماعات.
وطالب بالعمل على 3 مسارات توالياً، ويرعاها رئيس السلطة الفلسطينية بذاته، بصفته القيادية، ومكانته على رأس الهرم الوطني الفلسطيني، فهو في الحركة الوطنية رئيس أكبر فصيل فلسطيني برئاسته لحركة فتح، وهو رئيس المنظمة المنتخب، بصفته رئيساً للجنة التنفيذية للمنظمة، وهو في السلطة/ الدولة، الأول؛ بصفته الرئيس الشرعي والمنتخب، وترسيمه لأي قرار يُصبح نافذاً، ومن واجبه أن يتشاور مع الكل، ليتخذ القرارات الواجبة، بما يُمكن انقاذ الواقع الفلسطيني، وأول ما يتوجب، وضع استراتيجية وطنية شاملة، قابلة للتنفيذ، ثم بناء الهياكل الآمنة القادرة على التنفيذ وطنيا.
وأكد أو الاصلاح حاجة فلسطينية ملحةٌ وثابته، ولا يجب أن ننتظر أن يُفرض علينا بضعفنا ما يريدونه، ولا نريده والهياكل في مسارات ثلاث.
الهيكل الفصائلي:
وحث على إعادة بناء الفصائل والحركة الوطنية، على أسس ديمقراطية، تبدأ في فتح بعقد مؤتمرها العام الثامن، وكذلك الفصائل الشريكة ممن لم تنعقد مؤتمراتها لأسباب مختلفة.
وبين أن الشراكة الوطنية، تتطلب أولا ضمان حق الأفراد في المساهمة في بناء منظماتها وأحزابها بشكل ديمقراطي ونزيه، وربما نحتاج لقانون للفصائل والاحزاب، يوائم ما بين التحرير والبناء، منضبطة بما يكفل استعادة ثقة الشعب.
الهيكل الوطني:
ونوه إلى أنه وحتى تبقى منظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، يجب أن تستعيد عافيتها الوطنية، بالشراكة الوطنية الجامعة.. إن شروط الالتزام بالنظام الأساسي للمنظمة والتزامها صحيحة، لكن التمام يوجب تطوير النظام الداخلي الأساسي للمنظمة، الذي اقترح عربياً عام ١٩٦٤، ولم يخضع لتعديلات جوهرية منذ ١٠/ ٧/ ١٩٦٨ “إبان دخول فصائل المقاومة بقيادة فتح”، يتوجب تعديل النظام واللوائح الخاصة بالمجلسين الوطني والمركزي، ووضع لائحة تنظم أعمال اللجنة التنفيذية.
وحال الشروع والحديث لزعارير لبناء مؤسسة برلمانية تشريعية، بالانتخاب الديمقراطي والتوافق أينما استحالت الديمقراطية، يتطلب منا تهيئة الظروف لتفعيل الارادة الشعبية، فالشعب مصدر السلطات والشرعيات.
الهيكل التنفيذي للسلطة/الدولة: وقال إنه وصلنا للحكومة الـ19 والظاهر منذ ٢٠٠٣ حتى الآن ليس معروفاً جوهرياً، هل هي حكومات ائتلافية أم تكنوقراط، وليس معروفاً أننا وفرنا لهن شروط النجاح، أم مطبات الفشل، وليس ثابتاً أننا أسياد تشكيلاتها، أم مستجيبين للضغوطات، وهل تمتلك تمويلها الذاتي أم تعتمد الهبات، وبكل حال المحطة الثالثة توالياً، نحتاج لحكومة يقف الشعب مسانداً لها، وتُعلن مهمتها خدمة الشعب وصموده، وحفظ قضاياه وارثه.
وختم: “إن الاصلاح الوطني، لا يجب أن يكون شرطاً من أي جهة، بل علينا المبادرة باصلاح أوضاعنا ونظامنا وهياكلنا، إنها مصلحتنا نحن وليست مصلحة الآخرين، وإن علينا أن نتنبه، أن الشبكات الاجتماعية والوطنية الصلبة، يصعب الضغط عليها لمتانتها، أما الضعيفة، فتتهاوى أمام أضعف التحديات كشبكة العنكبوت البيتية”.