معالجات اخبارية

“بدنا نعيش”.. شعار يغذيه الاحتلال وتردده أبواقه في غزة

لم يكن حراك “بدنا نعيش” صرخة جياع بقدر ما كان صدى مدروسًا لمشاريع تستهدف وعي أهالي غزة.

فالشعار الذي رفعه البعض طلبًا لحياة أفضل تحول لأداة تخدم رواية الاحتلال وتفتح ثغرة في جدار غزة.

منذ عام 2017، برز الحراك يتوقيت لا يمكن اعتباره بريئًا. ففي كل مرة كانت فيها غزة تواجه هجمة إسرائيلية أو تشديدًا للحصار يخرج الصوت ذاته.

ويبدأ بتحميل المقاومة مسؤولية ما يجري متجاهلاً الاحتلال الذي صنع الأزمة ليبدو الأمر كأنه حراك يهاجم من يجب أن يحميه ويبرئ من يجب أن يدان.

تكرار الخطاب واستخدامه لمفردات تتقاطع مع الرواية الإسرائيلية جعل الشك يتحول إلى يقين.

ومع الحرب الأخيرة، انكشف الوجه الحقيقي مع انطلاق دعوات إلى “تسليم الأسرى”.

كما برزت نداءات تطالب بـ”وقف القتال بأي ثمن”، بانسجام كامل مع ما يروج له إعلام الاحتلال بحربه النفسية.

منظمو بدنا نعيش جزء من شبكة ارتباطاتها معروفة بجيش الاحتلال ومخابرات السلطة الفلسطينية وجهات عربية.

مؤمن الناطور وهو أحد مؤسسي الحراك، التحق مؤخرا بمجموعات تعمل تحت حماية الاحتلال ليكشف بذلك عن الوجه الحقيقي له عقب تستره خلف قناع لسنوات.

الناطور حاول كذبا تبرير موقفه بأنه “هرب من تهديدات المقاومة” وهو أمر تدحضه الوقائع والشهادات.

أما المدعو حمزة المصري، فقاد حملات إلكترونية موجهة ضد المقاومة، وهو الذي له تواصل غير مباشر مع عناصر مقربة من أجهزة الاحتلال.

في المقابل، يدير أمين عابد المشهد الإعلامي من وراء الستار، متواصلاً مع شخصيات عميلة للاحتلال في وكالة “جسور نيوز” الإماراتية التي باتت منصة لتلميع رموز حراك بدنا نعيش وتقديمهم كـ”صوت الشعب”، فتغطي لقاءاتهم ومواقفهم بتنسيق يخدم سردية الاحتلال.

هذا التناغم بين الحراك وإعلام العار تعدى أنه مجرد توافق في الرأي وكشف عن علاقة عمل واضحة.

فقد دعمت جهات عربية الحراك ماديًا وإعلاميًا لتمنحه غطاء حقوقيًا زائفا وتجعله يبدو كمطلب إنساني بينما يؤدي وظيفة خطيرة.

ومع مرور الأيام بات جليًا للعيان أن حراك “بدنا نعيش” كان جزءا من الحرب الناعمة التي تخاض ضد المقاومة في غزة.

لكن النتيجة الحتمية -كما كل مرة- أنه لم يحقق حياة أفضل لأحد وأسهم تسميم الوعي وتشويه البوصلة.

وبعد انكشاف خيوط اللعبة، لم يعد يدور في أذهان كثير من الناس سؤال: من وراء “بدنا نعيش”؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى