معالجات اخبارية
أخر الأخبار

بين طيور العوسق والمستوطنين.. أجهزة السلطة في مهمة مستحيلة!

في زمنٍ صار فيه المستوطنون يتجولون بحرية ويعبُرون الطرقات بلا أي مراقبة، قررت أجهزة السلطة أن تكرّس جهودها الكبيرة في مهمة وطنية صعبة.. مطاردة طائر العوسق!، طائر صغير أصبح الهدف الأمني الأبرز في بيت لحم، بينما الاحتلال يوسع مستوطناته ويحتل الأراضي بلا توقف.

وهذا المشهد الساخر يفضح حجم التناقض في الأولويات الأمنية الفلسطينية، ويكشف كيف أن السلطة تعيش في عالم مختلف عن الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.

أجهزة السلطة في مهمة مستحيلة!

ومنذ بداية 2025، بدأ جيش الاحتلال تنفيذ خطة عسكرية تسمى “السور الحديدي”، تهدف إلى السيطرة الكاملة على مخيمات اللاجئين، وتثبيت وجوده العسكري عبر تعزيز عدد كتائبه في الضفة وتوسيع نقاط التفتيش والسيطرة الأمنية.

المخيمات الفلسطينية، وخاصة مخيم جنين، مهددة بالهدم والتحويل إلى أحياء حضرية خاضعة للرقابة العسكرية، في خطوة تستهدف محاصرة المقاومين وتفكيك النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

وبينما تحاول أجهزة أمن السلطة استعراض جدارتها عبر مطاردة طائر بريء وتسليمه إلى مراكز التعليم البيئي، تكشف تقارير إسرائيلية أن نفس الأجهزة أعادت أكثر من 60 مستوطنًا إسرائيليًا إلى جيش الاحتلال خلال الأشهر الماضية، بعد دخولهم مناطق السلطة “بالخطأ”.

والسلطة التي تبدي حرصًا على حماية الطيور والمستوطنين، تبدو غائبة عن حماية أبناء شعبها من اقتحامات الاحتلال وعمليات الاعتقال والقتل.

وفي مشهد يختصر حجم الكارثة، وثّقت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين ارتكاب أجهزة السلطة 75 جريمة وانتهاكًا بحق المواطنين خلال شهر يونيو فقط، شملت القتل والتعذيب والملاحقة السياسية والاعتقال، في وقت تتصاعد فيه الهجمة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

وهذا الرقم الصادم يكشف كيف تحوّلت أجهزة أمن السلطة من أدوات لحماية المواطن إلى أدوات قمعٍ وتفتيت داخلي تخدم التنسيق الأمني لا غير.

التناقض الفاقع في الأولويات الأمنية

وهذا التباين في الأولويات يعكس واقعًا مؤلمًا الاحتلال يواصل التوسع والاستيطان، والسلطة منشغلة في مطاردة الطيور وتنسيق أمنها مع الاحتلال، ما يجعلها شريكًا في إعادة هندسة الضفة على حساب حقوق ومقاومة الفلسطينيين.

وفي ظل هذه المعادلة الصعبة، يبقى الفلسطيني محاصرًا بين بنادق الاحتلال ومهام السلطة الأمنية التي غالبًا ما تُستخدم لقمع المواطنين، وسط غياب رؤية واضحة تحمي الأرض والإنسان، وتعكس فعليًا تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى