معالجات اخبارية
أخر الأخبار

عصابات حلس وحنيدق.. كلاب أثر الاحتلال في الشجاعية وخان يونس

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تحركات جديدة وخطيرة للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تقوم على إنشاء عصابات فلسطينية محلية مسلحة، تعمل بإشراف وتوجيه مباشر من الجيش الإسرائيلي، ضمن خطة تهدف إلى تفكيك المقاومة الفلسطينية من الداخل، وزرع الفوضى والانقسام في المجتمع الغزّي.

الاحتلال يُعيد تجربة “أبو شباب” شمالًا

وبحسب ما بثّته القناة 13 العبرية وصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن (إسرائيل) وسّعت مؤخرًا نموذج “عصابة أبو شباب” – التي نشطت في جنوب قطاع غزة – عبر تشكيل مجموعات جديدة في مناطق مختلفة من القطاع، وتحديدًا في الشجاعية وخان يونس، وهما من أكثر المناطق التي تعرضت للتدمير والتهجير خلال الحرب الإسرائيلية.

ووفق المصادر العبرية، فإن المجموعات الجديدة تمثلت في:

  • مجموعة ياسر حنيدق: تنشط في خان يونس جنوبي غزة.

  • مجموعة رامي حلس: تركّز عملياتها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

من هو ياسر حنيدق؟

ياسر حنيدق، أحد قادة العصابات الجديدة المدعومة من الاحتلال في خان يونس، ينتمي إلى صفوف حركة فتح ويتقاضى راتبًا من السلطة الفلسطينية.

ويُعرف حنيدق بأنه عميل بارز للاحتلال، وقاد حملة شرسة ضد مستشفى ناصر، أحد أهم المنشآت الصحية في القطاع، حيث شن هجومًا ممنهجًا على المستشفى وموظفيه، مهددًا الأمن الصحي للمدنيين.

وتعكس أفعاله الدور الخطير الذي تلعبه هذه العصابات في تنفيذ أجندات الاحتلال، من خلال استهداف المؤسسات الحيوية وخلق أزمات داخل المجتمع الغزي.

من هو رامي حلس؟

رامي عدنان محمود حلس، أحد أبرز الأسماء المرتبطة بالعصابات الجديدة المدعومة من الاحتلال في غزة، يسكن في حي تل الهوا بمدينة غزة، ويحمل الهوية رقم 906525217. ينتمي إلى حركة فتح ويعمل ضمن جهاز أمن الرئاسة الـ17.

وكشفت المصادر أن حلس يتلقى دعمًا مباشرًا من ضباط في جيش الاحتلال، ويقود مجموعة مسلّحة تنشط حاليًا في حي الشجاعية شرق غزة.

وارتباطه بدأ عبر ضابط المخابرات الإسرائيلي المعروف بـ”أبو رامي”، الذي يتواصل معه يوميًا لتنسيق المهام.

ويُعرف حلس بارتكابه جرائم ميدانية، من أبرزها إطلاق النار على مقاومين واختطاف مواطن وتسليمه لقوات الاحتلال، ما جعله هدفًا مباشرًا للمقاومة الفلسطينية.

مهام العصابات

وحصلت العصابات الجديدة على أسلحة ومركبات ودعم لوجستي مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد كُلفت بمهام ميدانية تشمل مداهمة منازل المواطنين، نصب كمائن، واعتقال عناصر تتبع للمقاومة الفلسطينية، خاصة من حركة حماس.

كما تهدف هذه العصابات إلى فرض “أمر واقع أمني بديل” داخل قطاع غزة، يعمل على تقويض نفوذ المقاومة، ونشر أجواء الخوف والانقسام، وتقديم الاحتلال بصورة غائبة عن المشهد، عبر واجهات فلسطينية محلية.

الاحتلال يراهن على وكلاء محلّيين

ويرى محللون أن الاحتلال الإسرائيلي انتقل من المواجهة العسكرية المباشرة إلى تكتيك إدارة الصراع عبر أدوات فلسطينية مأجورة، تعمل كـ”كلاب أثر” تتتبع حركة المقاومة وتنفّذ مهام أمنية بالوكالة.

وهذه الاستراتيجية تمكّن الاحتلال من تقليل كلفة المواجهة، وتُسهم في تسويق رواية أن الصراع في غزة أصبح داخليًا، وهو ما يُضعف الدعم الدولي للقضية الفلسطينية ويشوّه صورة المقاومة.

وفي المقابل، أثارت هذه التحركات غضبًا واسعًا بين سكان قطاع غزة، خاصة في المناطق التي تنشط فيها هذه المجموعات.

وعبّر مواطنون عن رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال التعاون مع الاحتلال، مؤكدين أن هذه العصابات تمثل خطرًا على وحدة المجتمع وتماسكه.

وتداول ناشطون محليون دعوات لمقاطعة هذه المجموعات وفضح ارتباطها المباشر بالمخابرات الإسرائيلية، محذرين من أن استمرار هذه الظاهرة قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الفوضى الأمنية والانقسام الأهلي.

“روابط قرى” جديدة في غزة؟

ويرى مراقبون أن ما يحدث اليوم في غزة يُعيد إلى الأذهان تجربة “روابط القرى” التي أنشأتها (إسرائيل) في الضفة الغربية خلال السبعينات والثمانينات، أو تجربة “جيش لبنان الجنوبي” خلال الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني.

ولم ينجح الاحتلال في إخضاع غزة عسكريًا، فلجأ إلى استراتيجية التفكيك الداخلي، عبر استخدام عملاء محليين وتغليف القمع بوجوه فلسطينية مأجورة، لكن المؤشرات على الأرض تؤكد أن هذا المشروع، رغم الدعم الإسرائيلي، يواجه رفضًا شعبيًا متصاعدًا، مما يُهدد بفشله كما فشلت التجارب السابقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى