معالجات اخبارية

اختفاء قسري يحوّل مراكز المساعدات في غزة إلى مصيدة مميتة

أعرب خبراء حقوق إنسان تابعون للأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء تقارير تفيد بوقوع حالات اختفاء قسري بحق فلسطينيين جائعين كانوا يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية في جنوب قطاع غزة، مؤكدين أن هذه الممارسات تمثل “جريمة بشعة” ويجب وضع حد لها فورًا.

اختفاء قسري بينهم طفل

وفي بيان صحفي، كشف سبعة خبراء مستقلين مكلفين من مجلس حقوق الإنسان أن من بين الضحايا طفل فلسطيني، حيث اختفى مع آخرين بعد توجههم إلى نقاط توزيع مساعدات في مدينة رفح.

وشدد الخبراء على أن حرمان المدنيين من حقهم الأساسي في الغذاء واستخدامه كأداة للضغط أو العقاب “يرقى إلى مستوى التعذيب”.

وأشار البيان إلى أن تقارير عديدة ترجّح تورط جيش الاحتلال الإسرائيلي في عمليات الاختفاء القسري، مستغلًا حاجة السكان للطعام والمساعدات من أجل تنفيذ استهداف مباشر ومنظم.

تحذيرات أممية من خطورة الموقف

وبحسب الأمم المتحدة، فقد وثّقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي استشهاد 1857 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات منذ أواخر مايو/ أيار الماضي، من بينهم أكثر من ألف شخص سقطوا قرب مراكز تابعة لمؤسسة “غزة الإنسانية” الأميركية، التي تعمل تحت إشراف الاحتلال.

وأكد الخبراء الأمميون أن مراكز توزيع المساعدات لم تعد مجرد مواقع إنقاذ، بل تحولت إلى أماكن خطرة تهدد حياة الفلسطينيين بالقتل أو الاختفاء القسري، داعين سلطات الاحتلال إلى الكشف عن مصير المفقودين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وفق القانون الدولي.

ويأتي هذا بينما تكثف إسرائيل حربها الإعلامية بالتوازي مع ممارساتها الميدانية، إذ استعانت بمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي لتقديم صورة مغايرة عن واقع الكارثة في غزة. هؤلاء المؤثرون ظهروا في جولات دعائية قرب المعابر لتصوير إدخال مساعدات محدودة باعتباره دليلًا على “غياب المجاعة”، في تجاهل صريح لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية.

كما هاجموا الإعلام الدولي ونشطاء غزة متهمين إياهم بترويج “أكاذيب”، فيما شاركت المحامية الأميركية بروك غولدستاين في محتوى ينفي مسؤولية إسرائيل عن تجويع المدنيين.

ووفق ما نشرته صحيفة “هآرتس”، تخطط وزارة الخارجية الإسرائيلية لتمويل مزيد من الجولات لمؤثرين أميركيين، في محاولة للتأثير على الرأي العام الغربي، خصوصًا لدى الشباب.

وتشير هذه الاستراتيجية الدعائية إلى محاولة واضحة للتغطية على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين الجائعين، الذين يواجهون خطر الموت أو الاختفاء أثناء انتظار المساعدات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى