القصة في ارقام
أخر الأخبار

دماء الجياع تسيل في غزة.. مجزرة مروعة تطال طالبي المساعدات

في مشهد يعكس المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل قليل، مجزرة مروعة في منطقة الشاكوش جنوب مدينة خانيونس، راح ضحيتها 25 شهيدًا وأكثر من 170 جريحًا من المدنيين الذين تجمعوا للحصول على المساعدات الغذائية.

وتأتي هذه المجزرة في وقت يعاني فيه سكان غزة من حصار شامل يدخل يومه الـ103 على التوالي، حيث تمنع سلطات الاحتلال إدخال الغذاء والدواء والوقود، مما أدى إلى كارثة إنسانية شاملة تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان.

دماء الجياع تسيل في غزة

وقال المفوض العام لوكالة “الأونروا” فيليب لازاريني، إن قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة، واصفًا ما يحدث بأنه “من أكثر المخططات قسوة وميكافيلية للقتل الجماعي”.

وأوضح لازاريني، في منشور عبر منصة “إكس”، أن 800 شخص جائع قُتلوا برصاص القناصة أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام، مضيفًا: “الناس في غزة يواجهون خيارين قاتلين: الموت جوعًا أو الموت برصاص القناصة”.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة كانت تدير منظومة فعالة لتوزيع المساعدات خلال فترات التهدئة، نجحت حينها في عكس مسار المجاعة، لكن اليوم لم يتبقَّ سوى أربع نقاط توزيع بعيدة، بينما تنتشر حالات سوء التغذية بين الأطفال بمعدلات مرعبة، في ظل منع دخول المساعدات منذ أكثر من أربعة أشهر.

ومن جهتها، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تسجيل أعلى معدلات سوء التغذية الحاد منذ بدء عملها في القطاع، وأكدت أن أكثر من 700 امرأة حامل ومرضعة ونحو 500 طفل يعانون من سوء تغذية حاد أو متوسط، وسط انهيار منظومة المياه والصرف الصحي والخدمات الطبية.

وقالت الطبيبة جوان بيري: “هذه زيارتي الثالثة إلى غزة، ولم أرَ شيئًا كهذا من قبل. النساء الحوامل في الشهر السادس لا يتجاوز وزنهن 40 كغ، والأمهات يطلبن منا طعامًا لأطفالهن. الوضع تخطى حدود الأزمة”.

وطالبت المنظمة بضرورة تدفق الإمدادات الإنسانية بشكل عاجل ودون شروط، وحماية المدنيين من الجوع والإهمال المتعمد.

 خطر المجاعة يتفاقم

وفي تحذير رسمي، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا شديد اللهجة أكد فيه أن خطر المجاعة يتفاقم مع دخول الحصار يومه الـ103، محذرًا من أن الموت بات يهدد مئات الآلاف من المدنيين، بينهم 650,000 طفل دون سن الخامسة.

ووفق البيان، فإن أكثر من 67 طفلًا استشهدوا بسبب سوء التغذية حتى الآن، وتم تسجيل عشرات حالات الوفاة خلال الأيام الأخيرة نتيجة نقص الطعام والمكملات الطبية الأساسية.

وأوضح المكتب أن نحو 1.25 مليون شخص يعيشون جوعًا كارثيًا، بينما يعاني 96% من سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في مشهد صادم يعكس الإبادة الجماعية بالتجويع التي تمارسها سلطات الاحتلال بدعم أمريكي وغربي مباشر.

ووصف البيان ما يجري بأنه “واحدة من أشدّ جرائم الحصار الجماعي في العصر الحديث”، محملًا المسؤولية القانونية والأخلاقية لدول مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، بالإضافة إلى الجهات المتواطئة بالصمت أو التعطيل السياسي للمساعدات.

ودعا المكتب الإعلامي إلى تحرك عربي ودولي عاجل لفك الحصار، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من الجوع الجماعي، قائلاً: “الجوع يقتل في غزة ما عجزت عن قتله آلة الحرب والإبادة”.

واقع مأساوي مستمر

ومنذ استئناف العدوان في آذار/مارس الماضي، استُشهد أكثر من 7,300 فلسطيني وأصيب قرابة 26,000، حسب وزارة الصحة.

وبحسب منظمات أممية، فإن نحو 800 من المجوّعين قُتلوا عند مراكز توزيع المساعدات، التي باتت تُوصف بأنها “مصايد موت” وليست نقاط إغاثة.

ويواصل الاحتلال ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق 2.4 مليون فلسطيني، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلًا أوامر محكمة العدل الدولية والنداءات العالمية.

ومجزرة الشاكوش ليست استثناء، بل حلقة جديدة في سلسلة الاستهداف الممنهج للجائعين في غزة، والذين يُقتلون إما بالجوع البطيء أو برصاص الاحتلال أثناء بحثهم عن لقمة عيش، واستهداف المدنيين الباحثين عن الغذاء هو ترجمة واضحة لسياسة الإبادة بالتجويع، التي تستهدف الأطفال والنساء والمسنين، في ظل تواطؤ دولي وغياب أي آلية حقيقية للمحاسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى