معالجات اخبارية

في خضم حصار غزة.. مستوطنون إسرائيليون يختبئون في “ملاجئ سيناء”

في خضم التصعيد العسكري الحاد بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وتحت وطأة حصار غزة وتفاقم أزمة الجوع والدماء، لقي عدد من المستوطنين الإسرائيليين في جنوب سيناء – بفضل معبر طابا – ملاذًا آمنًا، وفق ما رصده نشطاء وصحافة محلية، مما أثار انتقادات عربية للازدواجية في المعايير.

ونشرت منصات وصفحات اجتماعية، بالصيغ العبرية والعربية، صورًا قال ناشطون إنها تُظهر تدفق مستوطنين إسرائيليين عبر معبر طابا إلى سيناء، قاصدين المنتجعات والشواطئ.

وبحسب هذه المصادر، رغم الأوضاع الإقليمية المتوترة، ما زالت السلطات المصرية تفسح المجال أمام السياحة الإسرائيلية.

هذا ما ذكرته تصريحات تم تداولها منسوبة إلى متحدث باسم جماعة “محبي سيناء” الإسرائيلية، مفادها: “نشعر بأمان تام في سيناء… تكلفة الرحلة نحو 10 دولارات فقط، والحياة هنا تسير حتى في زمن الحرب.”

تباين صارخ مع تقييد حركة الفلسطينيين

يأتي هذا التوافد المستمر في وقت تُغلق فيه مصر الممر أمام الفلسطينيين من رفح، حيث يسجل تقييدًا متزايدًا. تظهر لغة الحصار تحدٍ لاحتياجات المدنيين المحاصرين في غزة، بينما تورّط الوجهة المصرية في قبول السياحة الإسرائيلية بوتيرة حرّكت الجدل.

وتصاعدت على مواقع التواصل موجة من الغضب والاستغراب من هذا التباين، وسط تأكيدات أن الأمر “مهين” ويمثل تحديًا للضمير العربي.

وأكد نشطاء أن دخول المستوطنين في هذا التوقيت الحساس يمثل تحديًا لمشاعر الغضب العربي، لا سيما مع تصاعد الدعوات إلى مقاطعة التطبيع والضغط على تل أبيب بسبب ما يجري في غزة ولبنان وإيران.

وتصاعدت دعوات للمقاطعة طالبت بمعاملة مُتوازنة لا تقبل هذا التواطؤ في تسهيل دخول مستوطنين بينما يمنع المدنيون الفلسطينيون.

وتداول مستخدمون صورًا أشاروا فيها إلى ازدواجية معايير “السماح بإدخال سياح وإغلاق الحدود أمام إنسان يعاني الحصار والخوف”.

لجوء جماعي رغم التحذيرات الأمنية

حذر جهاز الأمن القومي الإسرائيلي مواطنيه رسميًا من السفر عبر سيناء ودخول مناطق تشهد تهديدات إرهابية، كما نصحت الخارجية البريطانية بتجنب السفر إلى مصر بسبب تصاعد المخاطر الإقليمية.

رغم ذلك، وثّقت تقارير مثل تلك التي نشرتها قناة Times of Israel وجود آلاف من الإسرائيليين يزورون سيناء، مستفيدين من طبيعتها السياحية وملاذها البديل.

وتواجه السلطات المصرية انتقادات شبه رسمية حول كيفية إدارة الضغوط الإقليمية، إذ سياسة مصر الرسمية تميل إلى إبقاء العلاقات الاستراتيجية مع دولة الاحتلال دون المساس بسلامة حدودها.

لكن القاهرة في المقابل تمنع الحركات الشعبية أو التظاهرات بالقرب من رفح، كما فعلت مع مشاركين في “مسيرة عالميّة إلى غزة” حيث تم توقيف أكثر من 200 ناشط في إطار قافلة الصمود.

ويطرح هذا الواقع سؤالين :

هل سيناء تتحوّل إلى ملاذ للمستوطنين في ظل التصعيد؟ وفق بيانات عام 2019، كان نحو 1.4 مليون إسرائيلي يعبرون طابا سنويًا، وفي 2025 يتجاوز نصف مليون رغم التوترات، مما يعزز الفكرة.

وهل تطلق مصر عمليات مغلقة للدخول للحفاظ على التوازن الأمني والسياسي؟ يبدو أن مثل هذه الخطوة ستكون موجهة أكثر لضبط التفاعل مع الاحتلال وعدم الإضرار برصيد مصر العربي والإقليمي.

وفيما يعيش الفلسطينيون في غزة حالة تهشيم إنساني بسبب الحصار والجوع، يجد قسم من الإسرائيليين في جنوب سيناء “ملاذًا آمنًا” – بنظرة مصرية متساهلة مع التعليمات الرسمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى