تحليلات واراء

حسين الشيخ يبدأ تنظيف مراكز القوى.. البداية بمحمود الهباش

لم ينتظر حسين الشيخ نبأ تعيينه نائبًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ونائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ليبدأ في حملة تنظيف مراكز القوى ويمسح الطريق أمام اعتلاء سدة العرش.

الشيخ ذهب إلى حرق مراكب مراكز القوى من كبار الشخصيات في السلطة وحركة فتح مبكرًا لتحجيمهم وإظهار سوءتهم في الشارع الفلسطيني للجمهم عن التفكير بمنافسته أو الاعتراض على قراراته.

أولى فرائسه كان محمود الهباش قاضي القضاة الذي يُعرف عنه قربه من عباس بتدبير فضيحة معدة مسبقا لأولاده أنس وأحمد، حين تطاولوا على شرطي مرور قرب دوار المنارة وسط رام الله.

ورغم أن سجل أبناء الهباش حافل بالفضائح سواء المالية أو الأخلاقية أو الزعرنة والبلطجة على المواطنين إلا أنه لم يجرؤ أحد سابقّا على محاسبتهم أو تقديمهم للعدالة.

فمنذ لحظة إيقاف أحمد نجل محمود الهباش مركبته بشكل غير قانوني، واقتراب شرطي المرور منه وكتابة مخالفة بحقه، ثارت ثائرته وشتم الشرطي واعتدى عليه، وحينها تدخلت قوة أمنية قريبة من المكان لوقف الاعتداء الموثق الذي انتشر كالهشيم في النار.

وبعد دقائق قليلة حضر أنس الهباش بناء على اتصال من شقيقه أحمد، وبدلاً من الاعتذار للشرطي، شرعا بالاعتداء مجددا على الشرطي والقوة الأمنية المرافقة، وشتمهم بطريقة بذيئة والتعهد بايذائهم.

وبدا وكأن بيان الأجهزة الأمنية ضد أبناء الهباش كان جاهزا رغم ما فعلوا من جرم ثم هجوم أصوات الذباب الالكتروني للسلطة وفتح على شخص الهباش وعائلته وهو أمر غير معهود في السابق.

ثم سرعان ما انعقد مجلس نقابة المحامين الذي لم ينعقد لمناقشة حرب الإبادة الجماعية في غزة لبحث سلوك أنس الهباش والخروج بيان يصف ما حدث بالاعتداء على القانون.

وقال المجلس في بيان إنه تابع ببالغ الخطورة ما أقدم عليه وكيل النيابه انس الهباش بشتم شرطي المرور في رام الله وتهديده امام الجمهور.

وأكد أن ما فعله الهباش يشوه وجه صورة وكلاء النيابة، مضيفًا: “هذه ليست أخلاق وكيل نيابة بل خارج عن القانون وقد نعلن لاحقا عن خطوات تصعيدية وهي عدم التعامل معه داخل وخارج المحاكم ويجب محاسبته وفق القانون”.

وشدد المجلس على أن المحامين هم أعوان للنيابة والقضاء ويجب أن تتسم العلاقة مع القضاء بالاحترام المتبادل وضرورة احتواء أي اشكاليات قد تنشأ أثناء و بعيدا عن المغالاة في اتخاذ الاجراءات وخاصة تلك السالبة للحرية بإعتبار أن ماجرى يعتبر غلوا لا مبرر له ويؤسس لنهج غير مقبول لن نسمح به ويمثل حاله من الفوضى

وأشار المجلس إلى أنه يتوجه لمجلس القضاء الأعلى كجهة مشرفة على العمل القضائي بأهمية مراجعة ما تم وتوقيف النيابه العامة لوكيل النيابه وإجراء تحقيق بالحادث قبل تصعيد وتفاقم الأمور خاصة في ظل هذه الظروف القاهرة التي يعيشها شعبنا والتي تفرض على الشركاء فيه التعاون.

غيث العمري المستشار السابق للسلطة الفلسطينية يكشف في وقت سابق عن أن عباس والمقربون منه ينتهجون سياسة تشويه صورة وسلطة أي قيادي يبرز في الساحة الفلسطينية.

ويُنظر مراقبون إلى حملة الشيخ كخطوة خطيرة منه لمنع أي مكدر يعكر صفو طريق خلافته لرئيس السلطة محمود عباس، لضمان نفوذ سياسي قوي وسيطرة على كل مراكز القوى في السلطة بعد رحيل عباس.

ويرى هؤلاء أن الحملة ستشمل كثيرا من الشخصيات البارزة خلال وقت قصير أبرزها روحي فتوح وجبريل الرحوب وعزام الأحمد لمحاولة تقزيمهم بفتح ملفاتهم السوداء ما يفتح الأمور على مصراعيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى