عبدالناصر النمس: صانع خطاب التحريض ضد المقاومة في شبكة “أفيخاي”

في خضم الحرب الإعلامية والسياسية المصاحبة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يبرز عبدالناصر النمس كواحد من الأسماء التي تلعب دورًا محوريًا في شبكة “أفيخاي” الإلكترونية، التي تقودها أجهزة الأمن الإسرائيلية للتأثير على الرأي العام العربي، وخاصة في غزة، عبر خطابات تحريضية تستهدف المقاومة الفلسطينية وتعمل على تقويض الدعم الشعبي لها.
عبدالناصر النمس الذي يقيم في أوروبا، شخصية إلكترونية نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، يقدم نفسه كناشط أو محلل، لكن نشاطه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشبكة الدعائية الإسرائيلية “أفيخاي”.
يستخدم النمس منصاته الرقمية لنشر محتوى مسموم يهاجم المقاومة الفلسطينية، ويدعم السياسات الإسرائيلية بشكل غير مباشر أو مباشر، مستغلاً قضايا إنسانية واجتماعية لتمرير روايات تبرر العدوان.
تحريض مستمر على المقاومة وغزة
يُعرف عبدالناصر النمس بمواقفه التي تشكك في شرعية المقاومة، متهمًا إياها بتدمير غزة وتعريض المدنيين للخطر، في تناقض صارخ مع الواقع الذي يظهر فيه الاحتلال الإسرائيلي كالمعتدي والمجرم الأساسي.
في عدد من منشوراته وفيديوهاته خلال الأعوام الماضية، يُردد النمس مزاعم مفادها أن المقاومة “تستخدم المدنيين دروعًا بشرية”، وأنها السبب وراء ما يجري من دمار ومعاناة.
على سبيل المثال، في فيديو متداول من فبراير 2024، قال النمس: “المقاومة هي التي تحاصر أهلها وتدفعهم للموت، لا يمكن أن نلوم الاحتلال على كل شيء”.
هذه العبارة تتماشى مع خطاب الاحتلال الذي يستخدمها لتبرير قصفه العشوائي وارتكاب المجازر، رغم الأدلة الكثيرة على استهداف المدنيين عمداً.
كما يعمل النمس على بث الفتنة داخل المجتمع الفلسطيني في غزة، مستهدفًا وحدة الصف من خلال التأكيد على أن المقاومة “فشلت في حماية الناس” و”أدخلتهم في دوامة من المعاناة”، وهو أسلوب يهدف إلى إضعاف الروح المعنوية وتقليل التأييد الشعبي لأي شكل من أشكال المقاومة.
الانسجام الكامل مع الدعاية الإسرائيلية
ما يميز خطاب عبدالناصر النمس هو انسجامه الكامل مع الدعاية التحريضية الإسرائيلية، التي تسعى إلى تشويه صورة المقاومة وتحويلها إلى “خصم داخلي” في المجتمع الفلسطيني.
يقوم النمس بتكرار مصطلحات الاحتلال مثل “الإرهاب”، “التهديد الأمني”، و”الخطر على المدنيين”، من دون إشارة إلى الاحتلال أو القصف الإسرائيلي المستمر، مما يعكس تبنيه لمفردات إسرائيلية بحتة.
في عدة مناسبات، روج النمس لادعاءات الاحتلال بشأن “الإنذارات عبر المناشير” التي تُلقيها الطائرات الإسرائيلية على سكان غزة، مدعيًا أنها “جهود لحماية المدنيين”، في محاولة واضحة للتغطية على الجرائم التي ترتكبها الطائرات الحربية في القطاع.
كما رفض النمس الدعوات الدولية التي تدين الاحتلال، وركز على توجيه الاتهامات إلى المقاومة بأنها “تجر السكان إلى المأساة”، مما يظهر تماهيه الكامل مع هدف إسرائيل في تفكيك الموقف الفلسطيني وخلق انقسام داخلي.
التأثير على الجبهة الداخلية في غزة
من خلال نشاطه الممنهج، يسهم عبدالناصر النمس في ضرب الجبهة الداخلية للقطاع عبر بث رسائل اليأس والإحباط بين السكان، محاولًا تقويض التماسك الاجتماعي والسياسي في ظل العدوان الإسرائيلي.
تعمل هذه الخطابات على زيادة الفجوة بين المقاومة والشعب، بما يخدم استراتيجية الاحتلال في “تدمير الروح المعنوية” قبل تدمير البنية التحتية، ويخلق بيئة ملائمة لتوسيع نفوذه وسيطرته على القطاع.
وعليه فإن عبدالناصر النمس ليس مجرد ناشط أو محلل عادي، بل هو عنصر فاعل في شبكة “أفيخاي” التي تديرها أجهزة الاحتلال الإسرائيلي، ويستخدم منصاته الرقمية كأداة دعائية للتحريض على المقاومة الفلسطينية وتشويه صورتها، منسجمًا تمامًا مع خطاب إسرائيل التحريضي.
كما أن دوره يتجاوز مجرد التعبير عن رأي؛ فهو جزء من مشروع ممنهج يهدف إلى تفكيك الجبهة الداخلية في غزة وإضعاف المقاومة الشعبية، عبر استغلال المعاناة الإنسانية وخلق انقسام مجتمعي حاد في زمن الحرب.