معالجات اخبارية

غارات على فرق تأمين المساعدات تزيد معاناة سكان غزة

تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استهدافها لفرق تأمين المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار خانق ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية.

ومع إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الكافية، تتكدس شاحنات الإغاثة على الحدود، فيما يواجه المدنيون خطر المجاعة والمرض، في ظل غياب أي أفق لوقف هذه الانتهاكات.

واتهمت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، الاحتلال الإسرائيلي بتعمد رعاية عصابات مسلحة تقوم بالاستيلاء على شاحنات المساعدات الإنسانية القليلة التي يسمح بدخولها إلى القطاع، وبيع محتوياتها بأسعار باهظة، في إطار ما وصفته بـ”هندسة التجويع”.

وقالت الوزارة في بيانها، إن الاحتلال يصر على إبقاء حالة الفوضى في عملية إدخال المساعدات، في وقت يتواصل فيه استهداف لجان التأمين العشائرية والشعبية المسؤولة عن حماية الشاحنات وتوزيعها، مما يحرم آلاف الأسر من الغذاء.

استهداف مباشر لعناصر تأمين المساعدات

وأكدت الوزارة أن قوات الاحتلال قتلت عناصر تأمين المساعدات بشكل ممنهج، مشيرة إلى أن آخر هذه الهجمات وقع في 13 أغسطس/آب، حيث نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات متفرقة أسفرت عن استشهاد 11 عنصرًا من فرق التأمين.

واعتبرت أن هذه الممارسات جزء من مخطط ممنهج يهدف إلى تعميق المجاعة ومنع توزيع المساعدات بشكل عادل على المحتاجين، مطالبة المجتمع الدولي بتمكين المؤسسات الأممية، وعلى رأسها الأونروا، من القيام بمهامها في إيصال الدعم الإنساني.

أرقام تكشف حجم الأزمة

ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، لم يسمح الاحتلال خلال 15 يومًا إلا بدخول 1,334 شاحنة مساعدات من أصل 9,000 شاحنة مطلوبة لتغطية احتياجات القطاع، أي ما يعادل 14% فقط من حجم الاحتياج الفعلي.

وأشار البيان إلى أن هذه النسبة الضئيلة لا تسهم في تخفيف حدة الأزمة، خاصة مع استمرار سرقة جزء كبير من المساعدات فور دخولها.

تحذيرات أممية من كارثة جوع غير مسبوقة

من جهته، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام منذ عدة أيام، واصفًا مستويات الجوع بأنها “غير مسبوقة”.

كما أكدت الأمم المتحدة أن إنهاء المجاعة يتطلب مئات الشاحنات يوميًا، في حين نبهت منظمة أطباء بلا حدود إلى تفاقم معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال.

ويأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الشامل والإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 61,722 فلسطينيًا، وإصابة 154,525 آخرين، إلى جانب أكثر من 9,000 مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 235 شخصًا، بينهم 106 أطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى