تحليلات واراء

الاحتلال يستعين بعملاء ومرتزقة للتهرب من جرائمه بحق منتظري المساعدات

في ظل تصاعد الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة أثناء انتظارهم لتلقي المساعدات الإنسانية، تتصاعد محاولات الاحتلال للتهرب من مسؤوليته عن هذه الجرائم، عبر ماكينة دعاية إسرائيلية تروج روايات زائفة وتنسب المسؤولية إلى فصائل المقاومة الفلسطينية.

وهذه المحاولات ليست عفوية أو مجرد دعاية عابرة، بل جزء من خطة ممنهجة تعتمد بشكل رئيسي على عملاء ومرتزقة داخل المجتمع الفلسطيني يساهمون في تبييض جرائم الاحتلال وتشويه صورة الضحايا.

العملاء والمرتزقة كواجهة لإخفاء الجرائم

أمام موجة الغضب الدولية المتزايدة جراء استهداف المدنيين العزل في أماكن تجمع المساعدات، لجأت دولة الاحتلال إلى توظيف عملاء محليين ومرتزقة يشكلون ذراعها الإعلامية واللوجستية في غزة.

من هؤلاء العميل محمد محسن الخزندار، الذي يظهر بوضوح في محادثات هاتفية تم تسريبها بينه وبين شقيقه نور محسن الخزندار، حيث يروجون عبر وسائل إعلام عبرية لرواية أن جيش الاحتلال لم يطلق النار على المدنيين خلال توزيع المساعدات الأمريكية، محاولين إنكار مسؤولية الاحتلال وتحميل المقاومة الاتهامات.

محمد محسن الخزندار، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع المخابرات الإسرائيلية وبالعمل جنبًا إلى جنب مع مليشيات وأشخاص مرتبطين مباشرة بالاحتلال، يلعب دورًا محوريًا في هذه الخطة.

وهو يمتلك شركة “ثري برذرز” التي تعمل بشكل مباشر تحت مظلة التنسيق مع جهاز المخابرات الإسرائيلية، ولا سيما مع اللواء بهاء بعلوشة، العميل المعروف في رام الله.

هندسة المجاعة: أداة جديدة لقتل المدنيين والتنكيل بهم

تعتمد خطة الاحتلال على “هندسة المجاعة” في غزة، التي تشمل السيطرة على تدفق المساعدات وفرض قيود صارمة على وصول الغذاء والدواء، بمساعدة مليشيات مسلحة وشبكات محلية على غرار تلك التي يديرها ياسر أبو شباب ومحمد محسن الخزندار.

تقوم هذه الجماعات بالتنسيق مع ضباط الاحتلال لتفتيش نقاط توزيع المساعدات، والاعتداء على المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى الغذاء، مما يعمق الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة السكان.

محمد محسن الخزندار، الذي خان إرث عائلته وتاريخها النضالي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، اختار أن يكون شريكًا مباشرًا في هذا التآمر، من خلال توفير العمالة واللوجستيات الضرورية لتوزيع المساعدات وفق الخطة الإسرائيلية الأمريكية التي تهدف إلى خلق حالة من المجاعة والقهر النفسي والجسدي للسكان في أحلك الظروف.

خيانة في الداخل والتنسيق مع الاحتلال

يعتبر محمد الخزندار من المقاولين الوحيدين الذين سمح لهم الاحتلال بإدخال البضائع والمواد الغذائية إلى القطاع عبر شركة “ثري برذرز”، بفضل علاقاته مع ضابط المخابرات بهاء بعلوشة.

هذا النفوذ جعله لاعبًا أساسيًا في تنفيذ خطة الاحتلال، حيث يجبر عشرات الموظفين على الحضور إلى نقاط التوزيع تحت إشراف شركته، التي تسيطر على العمليات اللوجستية.

كما أن محمد وأشقاؤه مرتبطون بفساد مالي ضخم، حيث تراكمت عليهم ديون طائلة تجاوزت 10 ملايين دولار قبل اندلاع الحرب، ما يعكس أن ممارساتهم قائمة على استغلال الوضع وانتهاز الفرص بأي ثمن.

دور إعلامي مشبوه لتبرير الجرائم

ترافق العمليات الميدانية لهذه العصابات عمل إعلامي مدعوم من الاحتلال، يحاول بغطاء زائف من المحادثات المسربة وبروايات كاذبة تبرير استهداف المدنيين، وزرع الشكوك حول من يطلق النار على المنتظرين للمساعدات.

هذا التضليل الإعلامي هو جزء من الحرب النفسية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى كسر إرادة الفلسطينيين وتبرير جرائمه أمام المجتمع الدولي.

ويشار إلى أن عائلة الخزندار أعلنت في بيان رسمي لها البراءة التامة من المدعو محمد محسن الخزندار لمشاركته بالمخطط اللاإنساني الهادف لإحكام الحصار، وتعميق معاناة غزة عبر “هندسة التجويع” وتجريد المدنيين من أدنى مقومات الحياة والكرامة.

وقالت العائلة في بيان إنه وفي ظل ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من حرب إبادة وعدوان مستمر، وفي ظل مخطط الاحتلال لإقامة معسكرات اعتقال جماعية تحت مسمى “مناطق إنسانية” في رفح تفاجأنا بظهور اسم المدعو محمد محسن الخزندار ضمن طاقم هندسي يعمل مع شركة أمريكية مشاركة بالمخطط.

وأعلنت عائلة الخزندار، البراءة الكاملة من المدعو محمد محسن الخزندار ومن أي دور أو مشاركة بمشاريع تخدم الاحتلال أو تساهم بحصار أبناء شعبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى