
في الوقت الذي تغلي فيه شوارع العواصم الأوروبية بالمظاهرات المنددة بالإبادة الجماعية في غزة، ويهتف آلاف المتضامنين لوقف العدوان، تغرق أوساط السفير الفلسطيني في لندن، حسام زملط، في أجواء الرقص والخمور والفضائح، وكأن الدم الفلسطيني المسفوك لا يعنيه من قريب أو بعيد.
وفي “نوتينغ هيل غيت” غرب لندن، يتحوّل مطعم “مرمية” – الذي يديره آدم زملط، شقيق السفير حسام زملط – إلى ملهى ليلي صاخب، تقام فيه حفلات مختلطة تتخللها رقص وشرب وتعري، يحضرها أبناء مسؤولين في حركة فتح وكوادرها في الخارج. مشهد فجّ يتكرر كل أسبوع، بينما غزة تحترق منذ 19 شهرًا تحت القصف والتجويع.
صراع داخلي وخنادق فساد
وكشفت مصادر من داخل حركة فتح عن تصاعد الصراع بين تيارات الحركة والسفير زملط، وسط تعميمات حزبية تطالب بالتحريض العلني ضده على خلفية تورطه في “إفساد صورة الحركة”، واستغلال نفوذه الدبلوماسي وعلاقاته العائلية في توظيف أقاربه في السفارة الفلسطينية بلندن بطريقة فاضحة، كما وثّق اتحاد طلبة فلسطين في بريطانيا.
ورغم أن شقيقه آدم هو نفسه كادر في فتح، إلا أن خصوم زملط داخل الحركة استثمروا “ملهى مرمية” كأداة للهجوم الإعلامي عليه، متهمين إياه بتبييض وجه السلطة على حساب الدم الفلسطيني، وبتقديم نفسه كوجه حضاري بينما يغرق في حياة الترف والفجور.
مطعم زملط ملهى للفساد
وزملط، الذي يقدّم نفسه كـ”نخبوي ووطني” أمام الإعلام الغربي، لم يعد قادرًا على تغطية فضائحه.
حيث نُشرت فيديوهات مؤخرًا تظهره في مشاهد راقصة مع أسرته داخل مطاعمه، تزامنًا مع المجازر الإسرائيلية في غزة، أثارت غضبًا واسعًا بين الجالية الفلسطينية في بريطانيا والمتضامنين الغربيين الذين رأوا في المشهد خيانة علنية لكل تضحيات الشعب الفلسطيني.
ووصف نشطاء مطاعمه بـ”الكراخانات الرسمية”، وعلّق أحدهم: “بينما يُقتل أطفالنا في غزة، تستمر صالات زملط في توزيع الدعوات للحفلات”.
استهتار رسمي لا ينتهي
ويُظهر الواقع أن السفير زملط ليس حالة شاذة بل نموذجًا لاستمرار ثقافة اللامبالاة داخل بعض أوساط السلطة الفلسطينية، تلك التي لم تتوقف عن البحث عن مصالحها الخاصة ولو فوق ركام البيوت المدمرة.
وبينما يُطلب من أبناء الشعب الفلسطيني الصمود، يُمارس الفساد والعبث في قلب أوروبا، تحت غطاء العمل الدبلوماسي.
وفي الوقت الذي تُطرح فيه مشاريع “إعادة الإعمار” و”ضبط الأمن” في غزة، تظهر في لندن نسخة أخرى إعادة إنتاج للفساد، وضبط الإيقاع على موسيقى الرقص والفضائح.
وبين اشتعال ساحات أوروبا دعمًا لغزة، ومشاهد الرقص واللهو التي يقودها بعض ممثلي السلطة، يظهر انفصام أخلاقي صارخ بين الدم النازف والفساد العلني. مشهدٌ يلخّص بوضوح أسباب تكرار النكبات وتعثر مسار التحرير.