معالجات اخبارية

هل باتت مكالمات الفلسطينيين بين يد “إسرائيل” بفضل مايكروسوفت؟

في تحقيق استقصائي نُشر بصحيفة “الغارديان” البريطانية، كشفت مصادر أمنية وتقنية عن وحدة إسرائيلية سرية متخصصة بمراقبة الاتصالات الرقمية للفلسطينيين، مستغلةً البنية التحتية لخوادم شركة مايكروسوفت العالمية.

هذه الوحدة التي تُعرف داخليًا باسم “الوحدة 8200 الرقمية” تعتمد على أساليب متطورة تُتيح لها التنصت على البريد الإلكتروني، الرسائل، والمكالمات عبر تطبيقات مثل “أوتلوك” و”ويندوز لايف”، التي تُخزّن بياناتها على خوادم مايكروسوفت خارج فلسطين.

تعمل على اعتراض بيانات ملايين الفلسطينيين من خلال الوصول إلى مراكز البيانات التي تديرها مايكروسوفت، مستغلةً اتفاقيات أمنية وتقنية مع شركات التكنولوجيا الكبرى، بل وأحياناً عبر استغلال ثغرات في النظام نفسه.

من هي الوحدة 8200؟

ووفق التقرير، تجمع الوحدة وتحلل البيانات بشكل آني، مع استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي لتحديد الأشخاص ذوي “الاهتمام الأمني”، وهو ما يشمل نشطاء سياسيين، صحفيين، وأفراد من المقاومة.

تعتمد الوحدة على اختراق مسارات البيانات التي تمر عبر الخوادم، إذ يتم نسخ الرسائل الإلكترونية والمكالمات الصوتية وتحليلها في الوقت الحقيقي.

كما توظف أنظمة متقدمة لتصفية المحتوى، والتعرف على الكلمات المفتاحية، وربط المعلومات عبر قواعد بيانات أمنية إسرائيلية. تتكامل مع مصادر أخرى كشبكات الهواتف المحمولة، ووسائل التواصل الاجتماعي، لتكوين صورة شاملة عن نشاط الأفراد والمجموعات.

التقرير يؤكد أن هذا الشكل من التجسس لم يعد مقتصراً على مراقبة نشطاء خارجيين بل يشمل الفلسطينيين داخل غزة والضفة الغربية، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للخصوصية وخرقاً للقوانين الدولية التي تحمي البيانات الشخصية.

الوحدة 8200 ويكيبيديا

هذا الكشف يعتبر بمثابة فضيحة كبرى على الصعيد الدولي، ويطرح تساؤلات حول دور شركات التكنولوجيا كمايكروسوفت في تسهيل هذه الممارسات

فقد دعا ناشطون حقوقيون ومختصون في الأمن السيبراني إلى تحقيقات شاملة لكشف مدى تعاون شركات التكنولوجيا مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومحاسبتها على دعمها لانتهاكات حقوق الإنسان.

دانيال سوليفان أستاذ حقوق الإنسان، يقول: “هذه التكنولوجيا صممت لتحسين حياة الناس، لكن استخدامها في التجسس والقمع يحولها إلى أدوات حرب إلكترونية ضد المدنيين الأبرياء”.

الوحدة 8200 هي وحدة مخابراتية إسرائيلية متخصصة بالحرب الإلكترونية وجمع المعلومات الاستخباراتية عبر الإنترنت والاتصالات الرقمية.

لطالما كانت في طليعة التقنيات التكنولوجية العسكرية الإسرائيلية، وتشتهر بقدرتها على تنفيذ عمليات تجسس معقدة ضد الخصوم.

تعتمد الوحدة بشكل كبير على التنصت الإلكتروني، والهاكرز المتقدمين، والتقنيات الذكية لتحليل كم هائل من البيانات.

توسعت مهام الوحدة لتشمل استهداف الاتصالات الفلسطينية عبر استغلال شركات التقنية العالمية، ما فتح بابًا واسعًا للتدخل بحياة الفلسطينيين اليومية دون رقابة أو مساءلة.

فضيحة شركة مايكروسوفت

ويسلك كشف “الغارديان” الضوء على فصل جديد ومظلم من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ لم تعد ساحة المعركة محصورة في الأرض بل امتدت إلى العالم الرقمي.

وتطرح هذه القضية مسؤوليات جسيمة على عاتق شركات التكنولوجيا الدولية والمنظمات الحقوقية، للحفاظ على خصوصية المستخدمين ومنع استغلال التكنولوجيا في انتهاكات خطيرة.

ويبقى الفلسطينيون ضحايا لهذا التجسس الممنهج، ويستوجب الأمر حراكاً دولياً لإنهاء هذه الممارسات وحماية حقوق الإنسان الرقمية في ظل تصاعد العنف والنزاعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى