
شهدت مدينة دير البلح، جنوب قطاع غزة، تصعيدًا دمويًا خطيرًا يعكس تواطؤًا ميدانيًا بين عصابات مسلحة محلية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث استهدفت هذه الشراكة العنيفة عائلة الكرد، إحدى العائلات الفلسطينية المعروفة في المنطقة.
وفي صباح يوم الجمعة الموافق 11 يوليو 2025، شنت مجموعة مسلحة يقودها المدعو فيصل اللوح “أبو قصي”، وتتبع إحدى العائلات المعروفة، هجومًا مسلحًا على محطة البركة للمحروقات، جنوب دير البلح، وهي المحطة التي لجأت إليها عائلة الكرد بعد استهداف منازلهم وتهجيرهم قسرًا.
وأوضح بيان رسمي صادر عن العائلة أن المهاجمين أطلقوا النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، قبل أن تنسحب العصابة من المكان.
وجاء في البيان:”في هذا اليوم الجمعة الموافق 11-7-2025، تعرضنا نحن أبناء المرحوم/ أبو أسامة الكرد لمحاولة سطو مسلح واعتداء منظم على محطة البركة للبترول في دير البلح من عصابة مارقة يقودها المدعو فيصل اللوح أبو قصي ومعه مجموعة معروفة لنا من قطاع الطرق”.
وتابع البيان “عندما قام الأخ صهيب الكرد بالنزول لمحاولة التفاهم مع المدعو فيصل، قام فيصل ومجموعته بالاعتداء على صهيب وسحب سلاحه وإطلاق عشرات الرصاصات اتجاه صهيب واتجاه المحطة المأهولة بالسكان والأطفال، ما نتج عنه مقتل شخص وإصابة آخرين.”
وأكد البيان على عدة نقاط، أبرزها:
-
فيصل اللوح ومن معه من قاطعي الطرق دمهم مهدور لنا ولكل أشراف دير البلح.
-
لم نقم بإطلاق أي طلقة أثناء الحدث لعدم وجود أي سلاح بسبب سرقة سلاح صهيب الشخصي.
-
القتيل والإصابات تمت على يد المدعو فيصل اللوح.
-
قام فيصل ومن معه بالهروب بعد الحدث وتركوا القتيل في أرض الحادث، وهو من المجموعة التي حاولت تنفيذ السطو.
-
نتحلى بالصبر وضبط النفس حتى هذه اللحظة، ونطالب عائلات دير البلح بطرد هذه الفئة من الجواسيس والعملاء من مدينتنا الطيبة، كما نحتاج إلى توضيح عاجل وموقف من أهلنا آل اللوح.
واختتم البيان بالقول:”نحن أبناء المرحوم أبو أسامة الكرد ومن معنا من شرفاء دير البلح سنبقى صمام أمان لمدينتنا الطيبة، وسنقضي على هذه الشرذمة الدخيلة على أبناء شعبنا في القريب العاجل. والله من وراء القصد.”
شراكة قاتلة تضرب دير البلح
وبعد ساعات من الحادثة، تدخلت قوات الاحتلال بشن هجوم استهدف مركبة تقل عددًا من أفراد عائلة الكرد، أعقبه قصف لمحيط محطة الوقود، ما اعتُبر ردًا مباشرًا على خلفية الحادثة المسلحة.
وأسفر هذا الهجوم عن استشهاد عدد من أفراد العائلة، من بينهم نسيب العائلة إبراهيم أبو شعبان، إضافة إلى عدد من الجرحى، في مشهد عزز قناعة الكثيرين بتقاطع الأدوار بين الاحتلال والعصابات، واستهدافهم المشترك للنسيج الاجتماعي المقاوم في المدينة.
وفي بيان ثانٍ، نعت العائلة الشهداء:
-
صهيب أحمد حرب الكرد
-
مصعب أحمد حرب الكرد
-
صلاح محمد حسن الكرد
-
حمزة صهيب أحمد الكرد
-
محمود حسن محمد الكرد
-
مروان فياض فياض
-
إبراهيم أحمد أبو شعبان
وأكدت العائلة في ختام البيان:”في هذا المقام والمصاب الجلل لا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ونؤكد أن هذه الدماء الزكية ستكون لعنة تطارد المحتل وأعوانه، ولا نامت أعين الجبناء.”
وتأتي هذه الأحداث في ظل حالة من الفوضى الأمنية المتزايدة في قطاع غزة، حيث تستغل العصابات المسلحة حالة الانقسام السياسي والاحتلال المستمر لتوسيع نفوذها، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية التي تزيد من معاناة السكان المدنيين.
وما جرى من اعتداء مسلح قادته عصابة اللوح، وما تبعه من استهداف إسرائيلي مباشر لعائلة الكرد، يكشف عن مشهد خطير من تكامل الأدوار بين مجموعات خارجة عن القانون وقوات الاحتلال، في محاولة لفرض الفوضى وتقويض الأمن والاستقرار في المدينة.