معالجات اخبارية

كيف تُسخّر هديل عويس منصتها لتبييض الاحتلال ومهاجمة غزة؟

بعد مرور عامين على الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، تواصل منصة “جسور نيوز” لعب دورها المريب في تبييض جرائم الاحتلال وتبرير قصفه للمدنيين، متجاهلة آلاف الشهداء والدمار الهائل الذي خلّفه العدوان.

فبدل أن تنقل المأساة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون، خصصت المنصة مساحاتها الإعلامية لمهاجمة المقاومة الفلسطينية وتلميع صورة جيش الاحتلال، في انحياز فاضح يتنافى مع أدنى معايير المهنية والإنسانية.

منصة جسور نيوز

خلال الأشهر الماضية، بثت “جسور نيوز” سلسلة مقابلات ولقاءات مشبوهة، بعد أن فتحت شاشتها لعدد من العملاء والمطبعين، وقدّمتهم على أنهم “محللون سياسيون”، رغم تاريخهم في تبرير المجازر الإسرائيلية والدفاع عن الاحتلال في المحافل الدولية.

كما تبنّت المنصة خطابًا عدائيًا تجاه غزة، وهاجمت فصائل المقاومة في تقاريرها ومنشوراتها، متهمة إياها بالتسبب في “معاناة السكان”، في انسجام كامل مع الرواية الإسرائيلية الرسمية التي تحاول قلب الحقائق وتحميل الضحية مسؤولية ما يتعرض له من عدوان.

هديل عويس

وتقود هذه المنصة الصحفية السورية هديل عويس، التي برزت خلال السنوات الأخيرة كأحد أبرز الوجوه العربية المنخرطة في مشاريع التطبيع الإعلامي.

فبعد انتقالها إلى الولايات المتحدة عام 2012، انخرطت في معاهد بحثية وإعلامية ذات صلة مباشرة باللوبي الإسرائيلي، من بينها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومشروع فيلوس، قبل أن تتولى إدارة تحرير “جسور نيوز” التي تتلقى تمويلًا إماراتيًا وتُتهم بتنسيق مباشر مع ما يُعرف بـ”خلية أفيحاي”، وهي وحدة إسرائيلية متخصصة في الحرب النفسية والتأثير على الرأي العام العربي.

وبحسب تقارير متقاطعة، تعتمد المنصة على شبكة من الناشطين والمدونين العرب، وتدفع لهم مبالغ مالية مقابل نشر محتوى متعاطف مع الاحتلال، يركّز على تلميع “صورة إسرائيل” وتسويقها كـ”حليفٍ محتمل”، مقابل تشويه المقاومة الفلسطينية والدول الداعمة لها.

ويعتبر خبراء الإعلام أن تجربة هديل عويس ومنصتها “جسور” تمثل نموذجًا متطورًا من الحرب الناعمة التي تخوضها إسرائيل ضد المجتمعات العربية، خاصة في ظل تصاعد التطبيع العربي الرسمي.

فبينما تقدم نفسها كمنصة للتواصل والحوار، تكشف حقيقتها عن أداة دعائية ممنهجة تهدف لتغيير الوعي العربي وتفكيك التضامن مع غزة، عبر خطاب “السلام” المزيّف الذي يغطي على جرائم الاحتلال ويهاجم ضحاياه.

الجمهور يفضح منصة جسور

ورغم محاولات “جسور نيوز” الترويج لنفسها كمنصة “حوار وانفتاح”، إلا أنها تواجه موجة غضب وانتقادات واسعة من الجمهور العربي والفلسطيني، الذي يرى فيها صوتًا ناعمًا للتطبيع وتبريرًا مكشوفًا لجرائم الاحتلال.

فمنصات التواصل الاجتماعي امتلأت بتعليقات غاضبة تفضح محتواها وتستنكر استضافتها لعملاء الاحتلال ومروّجي الرواية الإسرائيلية، مؤكدين أن ما تقوم به “جسور نيوز” لا يمتّ للإعلام المهني بصلة، بل يشكل جزءًا من الحرب النفسية والإعلامية ضد غزة والمقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى