معالجات اخبارية

حملات مدفوعة تثير الشكوك وتبث روايات مزيفة حول قيادة المقاومة

رصدت جهات أمنية متخصّصة شبكة من الحسابات الإلكترونية تعمل منذ بداية حرب غزة على بناء جمهور واسع من خلال تبنٍّ ظاهر لقضية غزة والمقاومة، قبل أن تتحول إلى وسيلة لنشر روايات مضلّلة تهدف إلى تصوير وجود انقسامات داخل صفوف المقاومة.

وتشير المعطيات إلى أن هذه الحسابات تتبع استراتيجية مدروسة لصناعة انقسام وهمي وتعزيز شائعات عن انفصال بين الأجنحة العسكرية والسياسية، وتشويه قيادات سياسية وإيهام الرأي العام بوجود مؤامرات داخلية.

فبركات حول قيادة المقاومة

وتبدأ آلية العمل بمرحلة بناء ثقة واسعة عبر محتوى مؤثر وجاذب يعبر عن دعمٍ ظاهر للمقاومة، ثم تنتقل تدريجيًا إلى التواصل الخاصّ مع ناشطين ومؤثرين موثوقين لاستغلال تفاعلهم الأولي.

وبعد نيل هذا التفاعل، تقوم الحسابات بشن حملة ممنهجة لنسج روايات حول علاقات ومواقف مفترضة تُستخدم لاحقًا لإقحام مؤثرين آخرين في سجال مصطنع وتحويل تفاعلاتهم إلى مادة قابلة للتضخيم.

وتعتمد الإستراتيجية على تشكيل شبكة علاقات ظاهرية واسعة تتماشى مع سرديات مبرمجة؛ إذ لا يقتصر العمل على نشر تغريدات أو منشورات منفردة، بل يشمل بناء سجلات تواصل خاصة، وتزييف سياقات، وإعادة تدوير تصريحات مجتزأة لخلق انطباع بوجود خلافات داخلية.

والهدف النهائي ليس مجرد إثارة الجدل، بل ضرب ثقة الجمهور بقادته وزرع الشكوك في بنية الدعم الجماهيري للمقاومة.

حملات مشبوهة

وأوضحت مصادر أمنيّة أن النتائج المرصودة توضح أن هذا النوع من الحملات الإعلامية المضللة يستغل حساسية المشهد السياسي والعاطفي لدى الجمهور، فيُحَوِّل تفاعلًا بريئًا أو نقدًا موضوعيًا إلى دليل على انشقاق أو خيانة. لذا فإن التعامل مع مثل هذه المواد يتطلب وعياً مضاعفاً وفحصاً دقيقاً للسياق والأطراف المشاركة قبل القفز إلى استنتاجات تضرّ بوحدة الصف.

وأوصت المصادر أن من الضروري اعتماد معايير تحقق صارمة وعدم الاكتفاء بمظهر الحساب أو بوجود علامة توثيق كدليل على المصداقية، الهندسة الإعلامية الموجهة لا تتورع عن استغلال أي ثغرة في المنظومة الإعلامية والاجتماعية لزراعة الشك والانقسام، والمواجهة الفعلية لهذه الحملات تبدأ بوعي جماعي وفحص دقيق للمصادر والسياقات قبل إعادة نشر أو ترويج أي رواية تمس وحدة الصف والقيادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى