تحليلات واراء

شبكة أفيخاي تستنفر للترويج لفيديو مفبرك يتهم المقاومة بالاستيلاء على مساعدات

في خطوة تكشف حجم التلاعب الإعلامي الذي تمارسه شبكات المرتزقة الموالية للاحتلال الإسرائيلي، استنفرت شبكة أفيخاي للترويج لخبر مضلل مرفقًا بفيديو يزعم قيام عناصر من المقاومة الفلسطينية بالاستيلاء على شاحنة مساعدات إنسانية في قطاع غزة.

ورغم أن المقطع المصوَّر لا يظهر أي مشهد يثبت سرقة الشاحنة، ولا إطلاق نار، ولا اعتداء من أي نوع، إلا أن شبكة أفيخاي سارع مرتزقتها إلى اعتماد الرواية الأمريكية والهجوم على المقاومة بشكل منسق، كجزء من آلية صناعة الرأي العام لتبرير السياسات الإسرائيلية.

يتضح من خلال هذا التحرك أن وظيفة بعض الأفراد المرتبطين بشبكة أفيخاي تقتصر على تكرار الروايات الإسرائيلية دون أي تحليل أو تدقيق.

وهؤلاء الذين يُستأجرون كأدوات إعلامية، لا يسعون لفهم الواقع على الأرض أو البحث عن الحقيقة، بل يقومون بترديد ما يُوكل إليهم ببساطة، وكأنهم حلقة ميكانيكية في ماكينة الدعاية الإسرائيلية.

ويعكس هذا النهج نمطًا واسع الانتشار من التجنيد الإعلامي لأفراد لا يحملون سوى وظيفة واحدة: الترويج للرواية الإسرائيلية وتزييف الحقائق فلا عن التحريض المفضوح على المقاومة الفلسطينية.

شبكة أفيخاي ويكيبيديا

على مستوى التفاصيل الفنية للفيديو المزعوم، فيلاحظ أنه مقطَّع ومحرر بشكل واضح، وقد تم استخدامه لتوجيه الانتباه نحو حادثة واحدة يُزعم أن المقاومة مسؤولة عنها، بينما تتجاهل الطائرات الأمريكية ذات التقنية العالية عشرات الانتهاكات وعمليات القتل اليومية التي تنفذها دولة الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين.

ويبرز التضليل بشكل واضح في العنوان الذي يزعم أن الشاحنة سرقت من قبل مسلحي القاومة، في حين أن النص نفسه يشير إلى أنهم “مشتبه بانتمائهم إلى حماس”، ما يكشف تناقضًا صارخًا بين العنوان والمحتوى.

كما يفتقد الفيديو إلى أي سياق جغرافي أو زماني دقيق، إذ لم تتبع الطائرات مسار الشاحنة لتحديد وجهتها الفعلية، سواء كانت مخزنًا أم منطقة محددة.

ووفق ما تشير إليه التغريدة، وقع الحادث المزعوم في شمال خان يونس، وهي منطقة قريبة جدًا من المواقع الإسرائيلية ومناطق سيطرة مليشيا حسام الأسطل، ما يطرح تساؤلات حول دقة الرواية المطروحة وإمكانية تلاعب الأطراف الخارجية بالحدث.

ويتجاوز التضليل مجرد الفيديو، ليصل إلى استهداف الحقائق الإحصائية. فالتغريدة تزعم أن سرقة شاحنات المساعدات ظاهرة شائعة، لكنها تتجاهل التقارير الدولية، بما فيها تقارير الأمم المتحدة، التي أكدت أن نسبة سرقة المساعدات انخفضت بشكل ملحوظ بعد استعادة حماس السيطرة الأمنية، حيث تراجعت من 80٪ خلال السيطرة الإسرائيلية إلى أقل من 5٪ تحت الإدارة الفلسطينية.

كما تم تضخيم أعداد الشاحنات التي تدخل القطاع، إذ يزعم الخبر أن 600 شاحنة تدخل غزة يوميًا، بينما تؤكد البيانات الموثقة أن المتوسط الفعلي لا يتجاوز 145 شاحنة يوميًا.

وبحسب مراقبين فإنه من خلال هذا الترويج الممنهج، تتضح مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر في عملية التضليل، وذلك ضمن سياسة أوسع تدعم التجويع والإبادة الجماعية التي تنتهجها دولة الاحتلال في قطاع غزة.

فهذه العمليات الإعلامية ليست مجرد أخبار خاطئة، بل أدوات استراتيجية لتعزيز الضغط النفسي والسياسي على الفلسطينيين وتبرير الممارسات القمعية التي تنتهجها قوات الاحتلال.

وإن استنفار شبكة أفيخاي لهذا الفيديو المفبرك، وانتشار الرواية الأمريكية بلا تحقق، يسلط الضوء على خطورة الحرب الإعلامية الممنهجة التي تستهدف المقاومة الفلسطينية.

فالأمر لا يقتصر على نشر أخبار مضللة، بل يتعداه إلى محاولة تزييف الواقع الميداني، وتشويه سمعة الفصائل الفلسطينية أمام الرأي العام العالمي، بما يفتح المجال لتبرير جرائم الاحتلال ضد المدنيين العزل.

كما يقدم هذا المثال نموذجًا صارخًا لكيفية استخدام الدعاية الرقمية والتلاعب الإعلامي كأدوات سياسية، وكيف يمكن للشبكات المرتبطة بالاحتلال أن تستغل الإعلام الدولي لتصوير المقاومة الفلسطينية على أنها المعتدية، بينما تبقى الحقيقة على الأرض مغايرة تمامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى