تحليلات واراء

حساب رنيم العلي: ذباب إلكتروني إماراتي يحرض على المقاومة ويغطي جرائم الاحتلال

برز حساب “رنيم العلي” كأحد حسابات الذباب الالكتروني التي انطلقت خلال الحرب على غرّة، ضمن شبكة حسابات إماراتية لها أهداف واضحة ومعلنة، تركز بشكل رئيسي على شيطنة المقاومة الفلسطينية، وتحميلها مسؤولية الأحداث الميدانية، وتبرئة الاحتلال الإسرائيلي من أي مسؤولية عن المأساة في القطاع.

ويستخدم هذا الحساب صورًا مسروقة من الإنترنت ويعتمد على سرديات مضللة لتضخيم دور الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، على الرغم من أن هذه الجهود محدودة جدًا مقارنة بمساهمات دول أخرى في الإغاثة الإنسانية.

وما يميز تحركات حساب رنيم العلي هذه المرة هو مستوى الابتذال في التلاعب بالحقائق، حيث حاول ربط ما يجري في غرّة من إبادة جماعية بما يحدث في السودان، من خلال قلب الحقائق بشكل صارخ.

فقد اتهم الحساب حركة حماس، وليس الاحتلال الإسرائيلي، بتحمل المسؤولية عن المعاناة الإنسانية في غزة، وذهب إلى حد تحميل الجيش السوداني المسؤولية عن المجازر التي تحدث في السودان، متجاهلاً تمامًا الدور المركزي لقوات الدعم السريع، الممولة والمدعومة إماراتيًا، في ارتكاب هذه الانتهاكات.

وتبرز هذه الطريقة في عرض المعلومات نهجًا متعمدًا لتحريف الحقائق وتوجيه الرأي العام نحو تبني سردية تخدم الأجندة الإماراتية والإسرائيلية على حد سواء.

فبينما كل التقارير الدولية ووسائل الإعلام العالمية توثق بوضوح أن قوات الدعم السريع هي المسؤولة عن الإبادة الجماعية في السودان، يحاول هذا الحساب تزييف الصورة بشكل فاضح من خلال تحميل الجيش السوداني المسؤولية ككل، في محاولة مكشوفة لتفادي أي انتقاد لدور الإمارات ودعمها العسكري المباشر.

الذباب الالكتروني الإماراتي

علاوة على ذلك، يواصل الحساب تضخيم الدور الإماراتي في إغاثة غرّة، متجاهلًا جهود دول أخرى كانت لها مساهمات أكبر بكثير، مثل تركيا وقطر وغيرها من الجهات الدولية والمحلية، التي قدمت المساعدات على نحو مستمر وشامل.

ويؤكد مراقبون أن هذا التضليل الإعلامي ليس مجرد خطأ أو تحريف بسيط، بل هو جزء من استراتيجية متكاملة لإظهار الإمارات كطرف إنساني وفاعل رئيسي في حل الأزمة، بينما يتم تهميش جهود الدول الأخرى وتقليص حجم الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.

كما يستخدم حساب رنيم العلي الصور والفيديوهات المأخوذة من الإنترنت بشكل انتقائي، دون سياق أو تحقق، بهدف خلق شعور زائف بالانتصار الإماراتي أو تحويل التركيز عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.

وهذه الممارسة ليست جديدة، بل هي إحدى السمات المميزة لشبكة الذباب الإلكتروني الإماراتية، التي تعتمد على التضليل المستمر وتصميم المحتوى لتشكيل الرأي العام بما يخدم مصالح دولة الإمارات السياسية والإعلامية.

وما يزيد الأمر خطورة هو أن هذا الحساب وغيره من الشبكة الإماراتية يستغلان الأحداث الإنسانية الكبرى لتحويل الانتباه عن المسؤولين الفعليين عن الكوارث، سواء في غزة أو السودان، وتوجيه الغضب نحو الأطراف المستضعفة والمقاومة، بدلاً من تحميل الجهات التي تقف وراء العدوان والمجازر المسؤولية الحقيقية.

ويعكس ذلك مستوى واضحًا من الانحراف الإعلامي، حيث تُستخدم أدوات الإعلام الرقمي لتزييف الواقع وإخفاء الحقيقة بشكل ممنهج، مع محاولة التلاعب بالعواطف الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية.

ويظهر حساب رنيم العلي نموذجًا صارخًا لكيفية استغلال الذباب الإلكتروني لشن حملة تضليل منظمة، ترتكز على تشويه صورة المقاومة الفلسطينية، وتمجيد دور الإمارات المحدود، وتحريف الأحداث الكبرى مثل الإبادة في السودان.

وتكشف هذه الممارسات عن استراتيجية واضحة لتوجيه الرأي العام العالمي بطريقة تخدم مصالح الاحتلال والإمارات، وتعيد التأكيد على أهمية التحقق من المعلومات والاعتماد على المصادر المستقلة، لضمان مواجهة هذا التضليل المكثف الذي يسعى إلى قلب الحقائق وإخفاء المسؤوليات الحقيقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى