تحليلات واراء
أخر الأخبار

عباس في قمة بغداد.. غطاء سياسي لإطالة حرب غزة؟

في وقتٍ يعيش فيه قطاع غزة تحت نيران القصف والحصار والمجاعة، وبينما تسابق الفرق الطبية الزمن لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة وسط مشاهد الموت الجماعي، جاء خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في قمة بغداد ليشعل جدلًا واسعًا، بعدما طالب حركة حماس والفصائل الفلسطينية بتسليم سلاحها، في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة منح إسرائيل غطاءً سياسيًا لإطالة أمد الحرب واستمرار المجازر بحق المدنيين.

عباس في قمة بغداد

وحذر الكاتب والمحلل السياسي محمد جميعان من التداعيات الخطيرة لتصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال مشاركته في قمة بغداد العربية، والتي طالب فيها حركة حماس والفصائل الفلسطينية بتسليم أسلحتها.

وأوضح جميعان في مقال تحليلي أن تصريحات عباس “توفر ذريعة واضحة” لإسرائيل للاستمرار في عدوانها، مضيفًا:”إذا كان رئيس السلطة نفسه يطالب حماس بتسليم سلاحها، فكيف يمكن لأي طرف أن يضغط على إسرائيل لوقف الحرب قبل تحقيق هذا الشرط؟”.

ورأى جميعان أن هذا الموقف قد يُفشل أي مبادرة سياسية لوقف إطلاق النار، بل وقد يُستخدم ذريعة لإدامة الحرب لأشهر طويلة، حتى يُنفذ هذا المطلب، الذي يتعارض كليًا مع معادلة الردع والمقاومة التي تحكم الصراع في غزة.

 غزة تختنق

وفي ظل استمرار الحرب منذ أكثر من عام ونصف، أطلقت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداءً عاجلًا دعت فيه السلطة الفلسطينية وحكومتها إلى تحمّل مسؤولياتها والتحرك الفوري لوقف العدوان وإنقاذ أرواح المدنيين.

وأشارت الشبكة في بيان رسمي إلى أن غزة تعيش كارثة إنسانية شاملة في ظل المجاعة ونقص الوقود والأدوية وتوقف المستشفيات.

وأضاف البيان:”المطلوب الآن هو تحرك سياسي وشعبي عاجل يضمن وقف الحرب الوحشية، وتأمين تدفق المساعدات، ورفع الحصار فورًا.”

كما شددت الشبكة على خطورة سياسات التطهير العرقي في القدس والضفة الغربية، الهادفة إلى تفريغ الأرض من سكانها وتقطيع أوصال الوجود الفلسطيني، معتبرة أن هذه السياسات ترقى إلى جرائم حرب تتطلب محاسبة دولية للاحتلال.

دعوات لتدخل دولي بعد إعلان غزة “منطقة مجاعة”

وفي أعقاب إعلان رئيس الوزراء محمد مصطفى قطاع غزة منطقة مجاعة رسمياً، طالبت الشبكة المجتمع الدولي، ولا سيما مصر والجهات الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، بالتحرك العاجل لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية دون تأخير.

ودعت الشبكة كلًا من منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والهيئات الدولية إلى “التحرك بإرادة سياسية حقيقية” لإدخال المساعدات التي بدأ بعضها بالتلف على المعابر بسبب التعطيل الإسرائيلي.

ووجهت الشبكة تحذيرًا من كارثة صحية وشيكة، مع توقف عدد كبير من المستشفيات عن العمل بفعل القصف ونقص الوقود والمستلزمات الطبية، مشيرة إلى أن أقسامًا حيوية مثل غرف العمليات وأقسام الأطفال والحالات المزمنة والحوامل مهددة بالإغلاق الكامل.

وقالت في نداءها العاجل:”نحن أمام سيناريو مرعب من الوفيات الجماعية، مع تصاعد معاناة الأطفال والنساء والمرضى، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة الإنسانية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى