تحليلات واراء

أنصار الله في اليمن: نقطة تحول في حرب الإبادة على غزة

على مدار أشهر متتالية، وجهت حركة أنصار الله “الحوثيون” في اليمن ضربات ساحقة ومؤلمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ردا على المجازر المروعة في خضم حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ نحو عام.

وأعلن المتحدث باسم جماعة الحوثيين يوم الاثنين، أنه تم إسقاط طائرة مسيرة أخرى من نوع MQ-9 Reaper أمريكية الصنع فوق أجواء البلاد.

وقال العميد يحيى سريع إن الجيش استهدف طائرة مسيرة بصاروخ أرض جو محلي الصنع في أجواء محافظة ذمار، مشيرا إلى أن الطائرة “كانت تنفذ عملية عدائية”.

وتمكنت القوات المسلحة اليمنية من إسقاط طائرة تجسس أمريكية أخرى، ليرتفع إجمالي الطائرات الأمريكية المستهدفة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 10 طائرات.

وقال سريع إن هذه الطائرة الأمريكية المسيرة العاشرة التي يستهدفها الجيش اليمني منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي والثالثة خلال أسبوع.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن تكلفة الطائرة الواحدة حوالي 30 مليون دولار، ويمكنها الطيران على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم (15240 متراً)، وتتمتع بقدرة على التحمل تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة إلى الهبوط. وقد حلقت الطائرات التابعة للجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية فوق اليمن لسنوات.

قدرات عسكرية مؤثرة

سلط إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة الضوء على القدرات العسكرية لحركة أنصار الله، رغم الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا ودولة الاحتلال ضد اليمن خلال الأشهر الماضية.

كما جاء ذلك بعد يوم واحد من إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى من اليمن وضرب وسط “إسرائيل”، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب ومطار بن جوريون الدولي.

وتسبب الصاروخ في حالة من الذعر، وبثت وسائل الإعلام المحلية لقطات لأشخاص يهرعون إلى الملاجئ في المطار.

وقال سريع، إن الجيش اليمني “استهدف موقعا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا” بـ”صاروخ باليستي جديد فرط صوتي” تمكن من الإفلات من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي.

وأضاف أن المقذوف قطع مسافة 2040 كيلومترا (1270 ميلا) في 11 دقيقة ونصف فقط.

وحذر زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي الأحد من مزيد من الهجمات على دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الحوثي في كلمة له: “العملية التي نفذتها قواتنا اليوم (الأحد) بصاروخ يمني متطور هي جزء من المرحلة الخامسة من التصعيد. والقادم أعظم”.

وذكر تقرير نشر على موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أن “الرأس الحربي لهذا الصاروخ منفصل عن الجسم، وبمساعدة الأجنحة وأنظمة الملاحة المقاومة للتشويش فإنه يتجه بشكل متعرج نحو الهدف، وهو ما قد يجعل أنظمة الاعتراض صعبة للغاية”.

وأطلقت جماعة أنصار الله مسيرة وصواريخ تجاه دولة الاحتلال مراراً منذ بدء الحرب في غزة تضامناً مع الشعب الفلسطيني.

وبدأت اليمن أيضًا في استهداف السفن المرتبطة بدولة الاحتلال في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

وتوسعت هجمات الجيش اليمني لاحقا لتشمل سفناً مرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا، بعد أن شنت الدولتان غارات جوية على البلاد لإجبارها على وقف عملياتها ضد دولة الاحتلال.

كما نفذت دولة الاحتلال غارات جوية ضد مدينة الحديدة باليمن في يوليو/تموز الماضي، بعد أن ضربت جماعة أنصار الله تل أبيب بهجوم بطائرة بدون طيار.

وأكد مسؤولون في أنصار الله أن الهجمات ضد دولة الاحتلال لن تتوقف ما لم ينهي النظام حرب الإبادة الجماعية في غزة التي أودت بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني خلال الأشهر الـ 11 الماضية.

وفي الوقت الحالي، يشير الهجوم الصاروخي للجيش اليمني في وسط “إسرائيل” وإسقاط طائرات بدون طيار أمريكية بوضوح إلى أن أنصار الله وحركات المقاومة الإقليمية الأخرى لا تزال غير رادع في مواجهة الأعمال العدوانية الأمريكية والإسرائيلية.

ووجه رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار، رسالة إلى زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي، أشاد فيها بصواريخ أنصار الله التي وصلت إلى عمق الاحتلال متجاوزة الدفاعات الجوية.

وأعرب السنوار عن تقديره لدعم جماعة أنصار الله لقضية فلسطين، وذلك بعد تدشينهم المرحلة الخامسة من عملياتهم العسكرية.

وأكد أن ميادين اليمن تواصل تأكيد دعمها لقضية فلسطين، معبرًا عن تفاؤله بأن تظافر الجهود مع المقاومة في لبنان والعراق سيؤدي إلى هزيمة الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى