تحليلات واراء

فضيحة بوق الاحتلال: سقوط رواية حمزة المصري خلال ساعات

أثار العضو في شبكة أفيخاي المدعو حمزة المصري، موجة واسعة من الجدل بعد حديثه عن اغتيال القيادي الأمني أحمد زمزم في غزة، ومحاولته تفسير الجريمة على أنها نتيجة “تصفية داخلية” في إطار صراعات فصائلية.

واعتمد المصري، كما في مناسبات سابقة، على صيغة فضفاضة من قبيل “مصادر خاصة” و”معلومات مؤكدة”، وهي عبارات طالما شكّلت الغطاء المثالي لتمرير روايات تخدم سردية الاحتلال دون تقديم أي دليل قابل للتحقق.

وقد بدا الهدف واضحًا من تحريض المصري بمحاولة نزع الطابع السياسي والوطني عن جريمة الاغتيال، وتحويلها إلى شأن داخلي فلسطيني، بما يعفي الاحتلال الإسرائيلي من المسؤولية، ويزرع الشك داخل المجتمع الفلسطيني نفسه.

غير أن هذه الرواية لم تصمد سوى ساعات قليلة. فسرعان ما خرج المدعو غسان الدهيني الذي يقوم عصابة عميلة للاحتلال في جنوب قطاع غزة، بتصريحات علنية عبّر فيها عن تشفّيه بالاغتيال، متحدثًا عمّا وصفه بـ«عملية ناجحة» نفذتها عناصر تابعة له وهو ما نسف محاولة حمزة المصري بناء سردية بديلة.

ولا يمكن فصل هذا المشهد عن نمط متكرر في الإعلام المرتبط بالسردية الإسرائيلية، حيث يُعاد تدوير أي حدث أمني فلسطيني ضمن إطار “العنف الداخلي” أو “الصراع الفصائلي”، بهدف تفكيك صورة الضحية، وتحييد الاحتلال عن كونه الفاعل المركزي في منظومة العنف.

ولا يسعى هذا النمط إلى الإقناع الكامل، بقدر ما يسعى إلى التشويش، ولا يراهن على الحقيقة بقدر ما يراهن على سرعة الخبر وتشتت المتلقي.

وما يلفت الانتباه أيضًا هو غياب أي مراجعة أو تراجع من قبل حمزة المصري بعد سقوط روايته.

فبدل الاعتراف بالخطأ أو توضيح الملابسات، يسود الصمت، وهو صمت يفسّره كثيرون على أنه تعبير عن أزمة مصداقية أعمق.

ورأى مراقبون أن ما جرى ليس مجرد سقطة إعلامية فقط، بل مثال صارخ على أزمة خطاب، وعلى تآكل قدرة أصوات شبكة أفيخاي على التأثير خارج دوائرها المغلقة.

حمزة المصري وشبكة أفيخاي

يُعرف حمزة المصري بنشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أصبح شخصية مثيرة للجدل بسبب تورطه في قضايا جنائية وأفعال مسيئة تجاه مواطنين في قطاع غزة.

ووُلد المصري عام 1986 في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وعرف سابقًا بنفسه كناشط ميداني يجمع التبرعات ويدّعي دعم الأسر المحتاجة، إلا أن التحقيقات الرسمية أثبتت تورطه في سرقة الأموال واستغلال النساء لابتزازهن.

وبعد كشف أمره واعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية، اعترف المصري بأفعاله، لكنه حاول بعد الإفراج عنه تصوير نفسه كداعم للمقاومة قبل أن يفر إلى القاهرة، حيث استغل وضعه المالي للحصول على دعم مالي من جهات مرتبطة بجهاز المخابرات التابع للسلطة، والانخراط في نشاطات إعلامية تخريبية تستهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية في غزة.

ويُعرف المصري أيضًا بأنه أحد أبرز وجوه شبكة أفيخاي، منظومة من ناشطين ومؤثرين محليين يعملون على إعادة تدوير روايات الاحتلال الإسرائيلي، ونشر الأكاذيب والشائعات لتقويض الثقة بالمقاومة وزرع الانقسام داخل المجتمع الفلسطيني.

ويتضمن نشاطه إنشاء حسابات متعددة على منصات التواصل الاجتماعي لنشر معلومات مضللة وأكاذيب لصالح الاحتلال، واستغلال الأفراد الفلسطينيين في مصر للتهريب أو الابتزاز، ما يعكس نمطًا مستمرًا من الاستغلال والتحريض.

وتصرفات حمزة المصري السيئة والمتورطة بالجرائم والاستغلال والابتزاز دفعت عائلته إلى إعلان براءتهم منه علنًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى