
وصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، اليوم الجمعة، إلى مركز توزيع المساعدات الأميركية في رفح جنوب قطاع غزة، في زيارة رسمية تبدو وكأنها متابعة لتوزيع المساعدات، لكنها في الحقيقة جزء من حملة إعلامية مكذوبة لتلميع صورة واشنطن وتل أبيب التي تتحمّل مسؤولية كاملة عن المجاعة والحصار الخانق الذي يعاني منه أكثر من مليوني فلسطيني.
ويتكوف والمسرحية الميدانية
وما تُقدّمه الولايات المتحدة من مساعدات عبر مراكز التوزيع لا يتعدى كونه غطاءً دموياً لسياسة حصار وإفقار ممنهجة، حيث تواصل واشنطن وإسرائيل فرض حصار مشترك يخنق غزة ويعيق وصول الغذاء والدواء والمواد الأساسية، مما يفاقم معاناة المدنيين ويزيد من أعداد الضحايا.
ورغم هذه الزيارات المكلفة إعلاميًا، تبقى الجهود مجرد تمثيل إعلامي لا يغير شيئًا من حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة.
مؤسسة غزة الإنسانية
وتُشكّل مؤسسة غزة الإنسانية الذراع التنفيذية الأميركية الإسرائيلية التي تُموّلها إسرائيل والولايات المتحدة بشكل سري، وهي ليست سوى مؤسسة مصيدة للموت، تتحكم بسياسات توزيع محدودة واحتكارية، تقصي آلاف الفلسطينيين وتساهم في قتلهم عبر إبقائهم تحت الحصار والجوع.
وأكدت تقارير دولية وأممية أن المؤسسة جزء من منظومة ممنهجة لإدامة الأزمة الإنسانية عبر فرض قيود صارمة على وصول المساعدات، والتعاون مع الاحتلال في تحديد من يصل ومن يُحرم، مما يجعلها شريكًا فعليًا في الجريمة المستمرة ضد أهل غزة.
وفي رسالة شديدة اللهجة، طالبت منظمات المجتمع المدني الفلسطينية المبعوث الأميركي بزيارة المستشفيات المدمرة التي عادت للعمل جزئيًا والمكتظة بالمرضى الجائعين في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، والاطلاع على محطات الصرف الصحي وآبار المياه المعطلة بفعل الحصار المتعمد لنشر الأوبئة والتعطيش.
ودعته للقاء آلاف الأطفال مبتوري الأطراف بفعل القنابل الأميركية وعشرات آلاف الأيتام والنساء الأرامل، مؤكدة رفضها للزيارة طالما كان هدفها فقط تحسين صورة الاحتلال أمام العالم.
وأوضحت المنظمات أن 1200 فلسطيني قُتلوا أمام مراكز المساعدات منذ بدء عملها على يد الجنود المحيطين بها، مشددة على أن أي زيارة لا تُتوّج بإغلاق هذه المراكز التي تحولت إلى معسكرات اعتقال وقتل جماعي ومحاسبة مؤسسة غزة الإنسانية، ليست سوى مشاركة في الجريمة.
ووسط هذه المأساة، تبقى زيارة ويتكوف محاولة بائسة لتلميع وجه شريك الحصار والتجويع، بينما تبقى غزة أسيرة المجاعة والدمار، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة.