معالجات اخبارية

المبادرات الإماراتية في غزة أدوات لتمرير مخطط الاحتلال

كشفت القناة 12 العبرية أن الجيش الإسرائيلي يدرس إنشاء طريق وصول جديد يربط بين منطقة المواصي والمستشفى الميداني الذي أنشأته الإمارات في رفح.

والهدف المعلن هو تسهيل وصول السكان النازحين جنوباً تحت غطاء “إنساني”، لكن الواقع يظهر أن هذا الطريق جزء من ترتيبات الاحتلال لتهيئة جنوب القطاع كمحطة مركزية للتهجير، مع إشراف كامل من الجيش الإسرائيلي.

المبادرات الإماراتية في غزة

ولم يعد المستشفى الميداني في رفح مجرد مبادرة صحية، بل أصبح مرتبطاً بخطط الاحتلال لتسهيل حركة السكان إلى الجنوب.

وتُسوَّق المنطقة إعلامياً كـ”منطقة إنسانية”، لكنها عملياً عنصر فعال ضمن مخطط التهجير الجماعي، حيث يُستخدم لتسهيل نقل السكان من مناطقهم الأصلية إلى الجنوب.

ويشمل الدور الإماراتي التمويل، والتشغيل، والترويج الإعلامي، ما يوفر غطاء عملياً للاحتلال لتبرير تحركاته أمام المجتمع الدولي، وإسرائيل تستفيد من هذا الدور لتجميل صورتها، بينما تتحمل مسؤوليتها عن الأزمة الإنسانية في غزة.

مشروع المياه في المواصي

وفي ظل أزمة غير مسبوقة، أعلنت الإمارات عن مشروع لتزويد منطقة المواصي بالمياه بقدرة يومية تتراوح بين 15 و20 لترًا للفرد لنحو 600 ألف نازح، تحت إشراف أمني إسرائيلي كامل.

ورغم الترويج الإعلامي للمشروع كخطوة عاجلة لتخفيف معاناة السكان، إلا أن المبادرة تكشف عن بعد سياسي واضح، وتحوّل الموارد الحيوية إلى أدوات ضمن مخطط الاحتلال لإعادة توزيع السكان وفرض واقع ديموغرافي جديد.

ومنذ بداية الحرب، استخدمت الإمارات المبادرات الإنسانية كغطاء سياسي، بينما الواقع يشير إلى دورها كشريك استراتيجي للاحتلال في إدارة الوضع في غزة، وتسهيل تنفيذ مخططاته على الأرض.

التعاون الإماراتي الإسرائيلي

ومشاريع الإمارات في غزة، سواء المستشفى أو مشروع المياه، لم تقتصر على الجانب الإغاثي فقط، بل تحمل أبعادًا استراتيجية وجيوسياسية، وهذه المبادرات تمنح الاحتلال شرعية إعلامية ودولية جزئية، وتساعده على ضبط حركة السكان وتهيئة بيئة لإعادة توزيعهم بشكل يخدم مصالحه.

والإمارات لم توقف أي شكل من الشراكة أو العلاقات التجارية مع إسرائيل طوال الحرب، خلافاً لدول أخرى قلصت تعاملاتها أو أوقفت شراكاتها مؤقتاً احتجاجاً على الاحتلال، وهذا الموقف الإماراتي، الذي اعترف به الإعلام الإسرائيلي نفسه، يبرز شراكتها الاستراتيجية مع الاحتلال منذ اليوم الأول.

كما تؤكد هذه المشاريع أن الأزمة الإنسانية في غزة تُستغل سياسياً، وأن أي دعم مزعوم للمدنيين يُقدم غالبًا ضمن خطة أكبر لإعادة ترتيب الواقع السكاني.

وفي الوقت الذي يُسوَّق فيه العمل الإماراتي على أنه إنساني عاجل، يظهر من الواقع أن هذه المبادرات تعكس شراكة استراتيجية بين الاحتلال والإمارات، تضمن استمرار السيطرة على القطاع وتحويل الموارد الحيوية إلى أدوات ضمن مخطط التهجير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى