معالجات اخبارية

عقب فشل خطاب نتنياهو.. شبكة أفيخاي تتجند لترويج روايته

ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، في قاعة شبه فارغة بعد انسحاب معظم الوفود احتجاجاً على حرب الإبادة في قطاع غزة.

الخطاب الذي وُصف في الداخل الإسرائيلي بالمرتبك والضعيف، ترافق مع حملة دعائية قادتها شبكة “أفيخاي” في محاولة لترويج رواية نتنياهو والتغطية على فشله الدبلوماسي.

فشل خطاب نتنياهو

وأبرزت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد انسحاب عشرات الوفود من القاعة، حيث قالت القناة 12 إن مغادرة الحاضرين لحظة بدء الكلمة “إثبات لنظرة العالم لإسرائيل”، فيما علّقت القناة 13 أن الدبلوماسيين “لم يبصقوا في وجه نتنياهو وحده، بل في وجه إسرائيل كلها”.

حتى محاولة الوفد الإسرائيلي التدارك بالتصفيق لم تخفِ حقيقة القاعة شبه الخالية، والمراسلون الإسرائيليون أجمعوا على أن الخطاب كان من أسوأ خطابات نتنياهو منذ عقدين، لما شابه من تلعثم وضعف في الإلقاء.

وقال رئيس المعارضة يائير لبيد إن نتنياهو ظهر “منهكاً ومتذمراً في خطاب مثقل بالخدع”، مؤكداً أنه لم يقدّم أي خطة لإعادة الأسرى أو لإنهاء الحرب، وأن كلمته زادت من تدهور وضع إسرائيل.

وتظاهر خارج مقر الأمم المتحدة، آلاف المحتجين في ميدان تايمز سكوير بنيويورك رفضاً لخطاب نتنياهو وحرب الإبادة في غزة، بينما تجمعت عائلات جنود إسرائيليين أسرى لدى المقاومة للمطالبة بإيجاد حل لقضيتهم.

شبكة “أفيخاي” تروج لنتنياهو

وعقب هذه العزلة والانتقادات، سارعت شبكة “أفيخاي” إلى تبني خطاب دعائي يستهدف الجمهور العربي، في محاولة لترويج رواية نتنياهو.

وقال أحد أبرز وجوه شبكة أفيخاي أمجد أبو كوش:«لما نتنياهو يطلع أمام العالم كله وعلى منبر الأمم المتحدة يقول: لتسلم حماس الرهائن .. وسنوقف الحرب… شو لازم تعمل؟… هتحكيلي واذا كمل الحرب بعدها؟ هحكيلك …حاول….”.

والنص الذي حمل لغة شتائم واستفزاز مقصودة، عكس توجهاً واضحاً نحو حرف النقاش عن الفشل السياسي إلى مساحة التحريض والإهانة، في محاولة لتقويض أي دعوات لوقف الحرب أو تقديم تنازلات.

أكاذيب نتنياهو

ورأت حركة حماس في الخطاب دليلاً على عزلة إسرائيل، مؤكدة أن نتنياهو لم يخاطب إلا نفسه وقلة من داعميه.

ووصفت الحركة كلمته بأنها مليئة بالأكاذيب والإنكار للجرائم في غزة، معتبرة أن انسحاب الوفود الأممية عكس رفضاً ضمنياً لسياسات الاحتلال، وأن التمسك بالدعاية السوداء حول أحداث السابع من أكتوبر لن يغير من الحقائق الراسخة التي وثقتها تقارير دولية.

وفشل نتنياهو على منبر الأمم المتحدة لم يكن مجرد حادثة بروتوكولية، بل لحظة كشفت عمق عزلة إسرائيل، لكن في مواجهة هذا الفشل، لم تجد الأجهزة الدعائية سوى تجنيد شبكة “أفيخاي” وغيرها من المنصات لمحاولة ترميم صورة مهترئة وتلميع رواية رسمية فقدت صدقيتها أمام الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى