تحليلات واراء
أخر الأخبار

استهداف المسجد الأقصى يتم تحت أنظار السلطة وصمت الوصاية

في الوقت الذي تنشغل فيه المنطقة بالتصعيد الإيراني الإسرائيلي، تمضي سلطات الاحتلال الإسرائيلي بخطى متسارعة لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى، مغتنمةً هذا الانشغال الإقليمي لتوسيع هيمنتها على الحرم الشريف، وسط تخاذل السلطة الفلسطينية وتراجع دورها في حماية المقدسات.

المسجد الأقصى رهينة بيد الاحتلال

لليوم الخامس على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق أبواب المسجد الأقصى، مانعة دخول المصلين، بحجة “الأوضاع الأمنية”. لكن هذه الذريعة باتت غطاءً لتطبيق خطة قديمة تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد، وتقليص دور دائرة الأوقاف الإسلامية، وتحويل الحرم إلى ساحة أمنية خاضعة لإدارة الاحتلال.

ويرى باحثون في شؤون القدس أن ما يحدث ليس قراراً ظرفياً بل حلقة من مسلسل طويل يرمي إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى وطمس الهوية الإسلامية للمكان.

الاحتلال يفرض سيادته والسلطة غائبة

وأكد الباحث في شؤون القدس، علي إبراهيم، أن إجراءات الإغلاق المستمرة تمثل تصعيداً غير مسبوق هدفه منع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى، في ظل ذرائع أمنية واهية.

وفي الوقت ذاته، يرى مراقبون أن هذا التصعيد يتم وسط غياب تام لأي موقف حاسم من السلطة الفلسطينية التي يُفترض أنها صاحبة “الوصاية السياسية” على المقدسات.

تصريحات نتنياهو تكشف النوايا

وفي تطور خطير، كشف الكاتب زياد ابحيص أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحدث علناً قبل أيام عن رغبته في دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى، خلال احتفال صهيوني ديني، حيث قوبلت كلماته بهتافات دينية تدعو لبناء “الهيكل” على أنقاض الأقصى.

وتابع ابحيص أن خطاب نتنياهو، بحضور وزراء متطرفين مثل بن غفير وسموتريتش، ربط بشكل مباشر بين الحرب الجارية ومشروع السيطرة على الأقصى، في إعلان غير مسبوق عن نوايا إسرائيل تجاه مستقبل الحرم القدسي الشريف.

الاحتلال يعزل المسجد الأقصى والسلطة عاجزة

ومنذ اللحظة الأولى للتصعيد، أقدمت شرطة الاحتلال على طرد المصلين، ومنعت صلاة الجمعة، وأغلقت المسجد بالكامل، دون أن تحرّك السلطة ساكناً. بل بقيت عاجزة، مكتفية ببيانات خجولة لا ترتقي إلى مستوى العدوان.

ويؤكد محللون أن هذا السلوك لا يعكس فقط ضعف السلطة، بل أيضاً تخليها المتعمد عن دورها في حماية القدس ومقدساتها، في ظل انسجامها السياسي مع اتفاقيات أمنية مع الاحتلال تمنع أي رد ميداني.

الاستيطان يتمدد والسلطة تتآكل

وفي سياق متصل، حذّر الكاتب والباحث د. عقل صلاح من أن حكومة الاحتلال اليمينية تواصل توسيع المستوطنات بوتيرة غير مسبوقة في الضفة الغربية، مستغلة ضعف السلطة وتآكل مشروعها السياسي.

وأكد أن الاحتلال سحب من السلطة معظم صلاحياتها، وأغلق كل نوافذ “السلام”، ولم يعد يعترف بوجودها إلا كجهاز أمني يخدم مصالحه، بينما يُسلّح بن غفير المستوطنين ويشجعهم على شن اعتداءات ضد الفلسطينيين.

ورغم الظروف الصعبة، أكد صلاح أن الشعب الفلسطيني لن يبقى ساكناً أمام هذه الانتهاكات، وسينتقل من حالة الدفاع إلى الهجوم، “فالمد قادم مهما طال زمن الجزر”، حسب تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى