من البحر إلى الجدار.. غزة تحتضن أسطول الصمود بريشة فنانيها

بين ركام الحرب وقيود الحصار، يواصل الفن في غزة أداء دوره المقاوم، وهذه المرة عبر جدارية ضخمة حملت عنوان “أسطول الصمود العالمي”، أنجزها عدد من الفنانين الشباب على أحد جدران مدينة غزة، تخليداً لمبادرة النشطاء الدوليين الذين حاولوا كسر الحصار البحري المفروض على القطاع.
وقال الفنانون إن الجدارية تمثل “رسالة شكر وصمود”، موجهة إلى المئات من المتضامنين الدوليين الذين أبحروا نحو غزة في محاولة لكسر الحصار، قبل أن تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتراض جميع القوارب تقريباً واحتجاز المشاركين.
ترحيل أعضاء أسطول الصمود
وتزامن إنجاز الجدارية مع إعلان سلطات الاحتلال ترحيل 137 ناشطاً من المشاركين في “أسطول الصمود”، بعد اعتقالهم خلال محاولتهم الوصول إلى غزة.
ووفق وزارة الخارجية التركية، فإن 137 ناشطاً من بينهم 36 تركيا، جرى نقلهم جواً إلى إسطنبول، في حين لا يزال 15 آخرون قيد الاحتجاز، ومن المتوقع ترحيلهم خلال أيام.
وشمل النشطاء مواطنين من دول عديدة بينها الولايات المتحدة، الإمارات، الجزائر، المغرب، إيطاليا، الكويت، ليبيا، ماليزيا، موريتانيا، سويسرا، تونس، والأردن.
وفي إيطاليا، أكد وزير الخارجية أنطونيو تاياني أن بلاده تتابع أوضاع 26 ناشطاً إيطالياً أفرج عنهم، بينما لا يزال 15 آخرون محتجزين لدى الاحتلال، وقال:”أصدرت تعليمات مجدداً لسفارتنا في (تل أبيب) للتأكد من معاملة مواطنينا بما يحترم حقوقهم”.
أسطول الصمود العالمي
وكان أربعة نواب من البرلمان الإيطالي قد وصلوا إلى روما الجمعة، منهم النائبة بينيديتا سكوديري فقالت إنهم تعرضوا “للاعتقال بوحشية وأُخذوا رهائن”، فيما ذكرت منظمة عدالة أن بعض النشطاء حرموا من الاتصال بمحامين ومن الماء والدواء، وأجبروا على الركوع وأيديهم مقيدة لخمس ساعات على الأقل بعد أن هتفوا “الحرية لفلسطين”.
ويعد “أسطول الصمود العالمي”، الذي انطلق في أواخر أغسطس/آب الماضي، أحدث المحاولات الدولية لكسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عاماً، حيث شارك فيه نحو 40 قاربا تقل أكثر من 450 ناشطاً من مختلف دول العالم.