معالجات اخبارية

أبرز شخصيات شبكة “أفيخاي” ودورهم في الحرب الإعلامية ضد المقاومة

تُعد شبكة “أفيخاي” إحدى أبرز أدوات الحرب النفسية والدعائية التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، حيث جمعت في بنيتها شخصياتٍ إعلامية وسياسية متحالفة مع المشروع الإسرائيلي، بعضها يعمل داخل فلسطين، وأخرى تموَّل أو تُدار من الخارج عبر قنوات خليجية وغربية.

وتهدف هذه الشبكة – التي تحمل اسم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي – إلى بث روايات موجهة ضد المقاومة الفلسطينية، وتحميلها مسؤولية الدمار والضحايا، وتبييض جرائم الاحتلال عبر فبركة المحتوى وتضليل الرأي العام العربي.

وفيما يلي أبرز الشخصيات والكيانات المرتبطة بهذه الشبكة، مع نبذة عن دور كل واحدة:

أفيخاي أدرعي – الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي

هو رأس الحربة في المنظومة الدعائية الإسرائيلية الموجّهة للعالم العربي. اشتهر بأسلوبه الاستفزازي المتعمد في مخاطبة الجمهور العربي عبر منصاته على “إكس” و”فيسبوك”، مستخدمًا لغةً دينية وشعبية بهدف استمالة قطاعات من الجمهور وتخفيف حدة الغضب تجاه الجرائم الإسرائيلية.

يُعتبر أدرعي المشرف الرمزي على شبكة أوسع تضم ناشطين عربًا يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر ضمن حملات “الحرب النفسية” التي يديرها جيش الاحتلال ووحدة “ملات” الإسرائيلية المتخصصة في الدعاية والتأثير الإعلامي.

منصة “جسور” – ذراع إماراتي للدعاية الموجّهة

تُعدّ منصة “جسور” الممولة إماراتيًا إحدى أبرز المنصات العربية التي تتقاطع مع سرديات الاحتلال. تقدم محتواها تحت شعار “التنوير” أو “السلام الإقليمي”، لكنها في الواقع تُعيد إنتاج الرواية الإسرائيلية بلغة عربية ناعمة.

تعتمد المنصة على تمويل مؤسسات بحثية وإعلامية مقربة من أبوظبي، وتعمل على نشر مقاطع تحليلية ومقالات رأي تستهدف تشويه المقاومة الفلسطينية، وتبرير اتفاقيات التطبيع عبر التركيز على “فشل المقاومة” و”عبثية المواجهة”.

خلال حرب الإبادة على غزة، روّجت “جسور” لروايات الاحتلال حول “الممرات الإنسانية” و”الهدن الجزئية” كأنها مبادرات إسرائيلية خالصة، في حين تجاهلت المجازر اليومية وجرائم التجويع بحق المدنيين.

حمزة المصري – المرتزق الإعلامي وصاحب الحملات المضللة

برز حمزة المصري كأحد أكثر الوجوه نشاطًا في شبكات الذباب الإلكتروني التي تهاجم المقاومة عبر “إكس” و”تيك توك”. يعمل تحت غطاء “ناشط إعلامي” لكنه في الواقع يتلقى تمويلًا من جهات إسرائيلية وأخرى تابعة لدول التطبيع، وارتبط اسمه بعدة حملات دعائية متزامنة مع روايات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

ينشر المصري موادًا مصوّرة وفيديوهات مفبركة تُظهر المدنيين في غزة وهم ينتقدون المقاومة أو يحملونها مسؤولية القصف، مستخدمًا أدوات الذكاء الاصطناعي والتلاعب الرقمي. وقد وثّقت منصات مراقبة المحتوى الإلكتروني علاقته بعدد من الحسابات الإسرائيلية الوهمية التي تروّج له بشكل دوري.

منير الجاغوب – قيادي في حركة فتح

يُعتبر منير الجاغوب من الأصوات الفتحاوية البارزة التي انخرطت في الخطاب المحرِّض ضد المقاومة أثناء الحرب. يستخدم صفحاته الرسمية لإعادة نشر روايات متطابقة مع تصريحات جيش الاحتلال، خصوصًا حول “اختباء المقاومة بين المدنيين” و”تسخير المعاناة لتحقيق مكاسب سياسية”.

خلال عامي حرب الإبادة، تحوّل الجاغوب إلى أحد أعمدة شبكة “أفيخاي” داخل الضفة الغربية، مستفيدًا من موقعه الحزبي ومن حضوره الإعلامي السابق.

وهو يقدم نفسه كصوت “الواقعية السياسية”، لكنه في الجوهر يسهم في تبرير سياسات الاحتلال وتشويه الفعل المقاوم عبر خطاب منسَّق مع صفحات إسرائيلية رسمية.

جمال نزال – الناطق باسم حركة فتح في أوروبا

من أبرز الأصوات الفتحاوية العاملة في الخارج. يعيش في ألمانيا ويُعدّ واجهة إعلامية للسلطة الفلسطينية في القارة الأوروبية. خلال حرب غزة، ظهر في وسائل إعلام غربية لتكرار الرواية القائلة بأن “المقاومة جرّت الفلسطينيين إلى الكارثة”، متجاهلًا تمامًا حجم الإبادة التي ارتكبتها دولة الاحتلال.

وتؤكد أوساط إعلامية أوروبية أن نزال يتعاون مع منظمات ضغط (لوبيات) لتقليص تأثير الحملات المتضامنة مع فلسطين في الجامعات والمجالس المحلية. ويعتبره مراقبون أحد أبرز وجوه “أفيخاي الدبلوماسية” في الغرب، حيث يخلط بين خطاب “الدولة” وخطاب التبرير للاحتلال.

وليد شريم – ناشط فتحاوي وواجهة الذباب الإلكتروني في غزة

ينشط وليد شريم على المنصات الرقمية في بث مقاطع قصيرة ومداخلات تتطابق مع رواية الأجهزة الأمنية في رام الله ومع الخطاب الإسرائيلي.

وهو يتزعم مجموعة من الحسابات التي تهاجم المقاومة وتركّز على بث الشائعات داخل غزة حول “الفساد الداخلي” و”الانقسام بين فصائل المقاومة”.

ويُنظر إليه كأحد أبرز الموزّعين المحليين لمواد الحرب النفسية الإسرائيلية، حيث يقوم بنشرها بسرعة فور صدورها من حسابات جيش الاحتلال أو المنصات الممولة خليجيًا، مستخدمًا لغة عامية لجذب المتابعين داخل القطاع.

أنور رجب – الناطق باسم الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية

يشغل أنور رجب موقعًا رسميًا ضمن منظومة السلطة، لكنه في الوقت نفسه أحد أركان الخطاب المناهض للمقاومة المسلحة. يُركّز في بياناته وتصريحاته على نزع الشرعية عن العمل المقاوم بحجة “الفوضى الأمنية” أو “المغامرة السياسية”.

في ذروة حرب الإبادة، تبنى رجب تكرار تصريحات مطابقة لتلك التي أصدرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وبالمشاركة في حملات إعلامية تُحمّل المقاومة مسؤولية الأوضاع الإنسانية في غزة.

ويُعتبر حضوره الإعلامي الرسمي بمثابة الغطاء “الشرعي” الذي تحاول من خلاله شبكة أفيخاي تمرير روايتها ضمن الإعلام الفلسطيني الرسمي.

وبالمجمل تشير المتابعات الإعلامية إلى أن شبكة “أفيخاي” ليست كيانًا تنظيميًا واحدًا، بل منظومة متعددة الأطراف يجمعها هدفٌ واحد: ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية وتبييض جرائم الاحتلال عبر أدوات عربية وفلسطينية.

من أفيخاي أدرعي في تل أبيب إلى جمال نزال في برلين، ومن منصات “جسور” في أبوظبي إلى الذباب الفتحاوي في غزة، تعمل هذه الشبكة على إنتاج سرديات متكاملة لتشويه المقاومة وتفكيك الوعي الجمعي الفلسطيني.

ورغم اتساع نشاطها، فإن تزايد الوعي الشعبي والإعلامي بخطر الحرب النفسية جعل رواياتها أقل تأثيرًا بمرور الوقت، بعد أن انكشفت حقيقتها كامتداد مباشر للحرب الإسرائيلية على الوعي الفلسطيني قبل أن تكون مجرد “نشاط إعلامي” عابر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى