استضافات هديل عويس لرامي حلس وحسام الأسطل تكشف أجندتها

في الوقت الذي تتصاعد فيه جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، برزت مشاريع إعلامية تُقدّم نفسها بواجهة “الحياد” و”الحوار”، لكنها في العمق تعمل على تطبيع الوعي الفلسطيني والعربي مع إسرائيل، وتقديم روايات تتقاطع مع أجندات خارجية.
ومن بين هذه المشاريع، تبرز منصة “جسور نيوز” التي تديرها الإعلامية السورية هديل عويس، المعروفة بارتباطها بمؤسسات بحثية وإعلامية أميركية ذات علاقات وثيقة بدوائر الضغط الإسرائيلية في واشنطن.
وتُعرّف “جسور نيوز” نفسها بأنها مساحة للحوار والتفاهم بين شعوب المنطقة، لكن محتواها يكشف عن خطاب ناعم موجه بعناية نحو تبييض صورة إسرائيل، وإضعاف الموقف الشعبي الداعم للمقاومة الفلسطينية.
فالمنصة تتبنّى منهجية مدروسة، تعتمد على تسويق القصص الإنسانية والثقافية، لكنها تدمج داخلها رسائل سياسية تُحمّل المقاومة مسؤولية الأزمات والمعاناة، مع تجاهل ممنهج للاحتلال وجرائمه المستمرة في غزة والضفة الغربية.
منصة جسور نيوز
وتشير المعلومات المتاحة إلى أن “جسور نيوز” تُدار بتمويل غير مباشر من جهات مرتبطة بما يُعرف بـ”شبكة أفيخاي”، وهي وحدة إسرائيلية متخصصة في الحرب النفسية والتأثير على الرأي العام العربي والفلسطيني عبر الإعلام الرقمي.
وتقدم المنصة تدريبات ومنحًا مالية لمدونين وناشطين عرب، مقابل إنتاج محتوى يُروّج لفكرة “السلام” و”التعايش”، متجاهلةً جوهر القضية الفلسطينية ومعاناة سكان غزة والضفة.
العملاء وجسور نيوز
وفي إطار نشاطها الإعلامي، استضافت “جسور نيوز” عددًا من الأسماء المعروفة بتعاونها مع الاحتلال أو تبنيها خطابًا معادياً للمقاومة، من بينهم العميل رامي حلس، العميل حسام الأسطل، والعميل ياسر أبو شباب، الذين قدّموا عبر المنصة مداخلات تتقاطع مع الرواية الإسرائيلية وتهاجم فصائل المقاومة الفلسطينية.
وهذه الاستضافات لم تكن مجرد “وجهات نظر”، بل جاءت ضمن سياق متكامل لتكريس الانقسام الفلسطيني، وتقديم الاحتلال في صورة “الطرف الواقعي” الساعي للحوار.
جذور المنصة وأهدافها
ويرتبط تاريخ المنصة بمشاريع سابقة تحمل الطابع نفسه، أبرزها “المجلس العربي للتكامل الإقليمي” و”الاندماج الإقليمي”، وهما مبادرتان تهدفان إلى كسر الحاجز النفسي بين العرب وإسرائيل.
ورغم تغيّر الأسماء والعناوين، إلا أن الأهداف بقيت ثابتة الترويج للتطبيع وتفكيك الموقف الفلسطيني الرافض للاحتلال عبر أدوات ناعمة تتخفى خلف شعارات ثقافية وإنسانية.
هديل عويس
وتحاول هديل عويس من خلال “جسور نيوز” تقديم نموذج جديد في التأثير الإعلامي، عبر تسويق صورة إسرائيل كدولة متقدمة وديمقراطية، مقابل تصوير محور المقاومة كسبب رئيسي لمعاناة الفلسطينيين في غزة والضفة.
وبهذه الطريقة، تسعى المنصة لتغيير تدريجي في وعي الشباب الفلسطيني، واستغلال الأزمة الإنسانية لترويج خطاب التطبيع.
وتُظهر تجربة “جسور نيوز” وهديل عويس ملامح ما يمكن تسميته بـ”الاختراق الناعم”، وهو أسلوب إعلامي متقن يهدف إلى تطبيع العقل الفلسطيني مع الوجود الإسرائيلي، وشيطنة المقاومة تحت غطاء التنوّع والحوار.
ورغم أن المشروع قد يبدو صغيرًا أو محدود التأثير، إلا أنه جزء من منظومة متكاملة للحرب على وعي الشعب الفلسطيني، تستخدم الإعلام كوسيلة لإعادة صياغة المفاهيم وتبديل الأولويات.